وفي سنة ١٧٨١ أدى كتاب كانط Kant (نقد العقل الخالص) إلى حدوث بلبلة بين المتعلمين في ألمانيا بشرحه لصعوبات اللاهوت العقلي (صعوبات إخضاع اللاهوت للعقل)، وظلت الفلسفة الألمانية طوال جيل بعده تعمل على دحض شكوكه أو إلغائها، وحقق بعض الباحثين بدأب لدحض أفكاره شهرة عالمية مثل فريدريش شلايرماشر Schleiermacher، على وفق ما ذكره ميرابو Mirabeau (الذي زار ألمانيا ثلاث مرات بين عامي ١٧٨٦ و ١٧٨٨) كان معظم رجال الدين البروتستنت البروسي في هذا الوقت قد تركوا - بشكل سري - إيمانهم السفلي وباتوا يفكرون في المسيح كرجل صوفي محبوب أعلن قرب نهاية الدنيا.
وفي سنة ١٨٠٠ سجل مراقب متعجل أن الدين (المسيحي) قد مات في ألمانيا وأنه من غير الملائم وصفها بأنها مسيحية وتنبأ جورج ليشتنبرج (١٧٤٢ - Lichtenberg ١٧٩٩) أنه سيأتي يوم يكون فيه اعتقاد الجميع في الرب (المقصود يسوع) God كاعتقاد أطفال الحضانة في الأشباح.
لقد كانت هذه التقارير مبالغاً فيها، فقد أثرت الشكوك في الدين في عدد قليل من الأساتذة وذوي الثقافة الضحلة لكن هذه الشكوك لم تكن تصل إلا قليلا إلى الجماهير. واستمرت العقيدة المسيحية تدعو إلى معنى اعتماد الإنسان على قوى علوية فوق الحسّ، وتوضح ميل الإنسان - حتى المتعلم - لطلب العون من قوى علوية (فوق طبيعية)، وراحت التجمعات البروتستنتية تدفئ قلوب أعضائها بالترانيم الرائعة، واستمرت الكنيسة الكاثوليكية في تقديم معجزات القديسين والمثولوجيا، والتأملات الباطنية والموسيقى والفن لتكون ملاذا أخير لأرواح أرهقتها أعوام من الملاحة العقلية وسط عواصف الفلسفة والجنس ومخاطرهما. وعلى هذا فإن علماء واسعي المعرفة مثل فريدريش فون شليجل Friedrich Von Schlegel وبنات موسى مندلسون Moses Mendelssohn اليهوديات المتألقات راحوا يبحثون أخيرا عن الدفء وحنان الأمومة في حضن الكنيسة الأم. لقد ظل الإيمان دوماً، وبقي الشك أيضا.