بفرقة مسرحية في ليبزج فعهدت إليه بدور صغير، انطلق منه فجأة إلى دور كبير بسبب مرض (الممثل الأول (النجم). لقد كان الدور دور متسول سراق سكير، فوجده يتلاءم مع ذوقه فأداه بإتقان حتى كان يشار إليه على سبيل الإدانة أنه ممثل متجول سكير على المسرح وعندما يكون بعيدا عن المسرح (سكير تمثيلا وواقعا) وأخيراً - في بريسلاو Breslau في سنة ١٨٠٩ - وجد نفسه يمثل لا (فلستف Falstaff) وإنما في مسرحية راديكالية لشيلر (كارل مور Karl Moor) ، وفي هذا الدور صبَّ كل ما تعلّمه من كراهية وعدوانية وشر.
لقد استولت عليه شخصية زعيم السرّاق فعبّر عنها بكل خلجةٍ من خلجاته وببريق عينيه الغاضب المخيف، ولم تكن بريسلاو Breslau قد شهدت من قبل مثل هذه الحيوية والقوّة في التمثيل، ولم يكن يمكن أن يصل لهذه الذروة والعمق المسرحيين في هذا العصر العامر بالممثلين العظام سوى إدموند كين، لقد أصبحت كل الأدوار التراجيدية تُسند إليه الآن دون منازع. لقد مثل لير Lear وذاب في دوره (تقصمه تماما) واستسلم لهذا الخط الرفيع بين الحكمة والجنون حتى أنه ذات ليلة انهار وسط المسرحية وكان لابد من حمله للبيت أو لحانته المفضّلة.
وفي سنة ١٨١٤ أتى إفلاند - وكان في الخامسة والخمسين - إلى بريسلاو ومثل مع ديفرينت (دوفريا) وأحس بطاقته ومهارته فطلب منه الانضمام للمسرح الوطني قائلا له المكان الوحيد الجدير بك هو برلين، فأنا أحسّ تماما أن هذا المنصب في المسرح الوطني سيغدو شاغرا عما قريب. إنه محجوز لك وفي سبتمبر مات إفلاند وفي الربيع التالي شغل ديفرينت مكانه. وهناك ظل يمثل إلى آخر حياته فعاش على الشهرة والنبيذ وقضى ساعات ممتعة يتبادل الحكايات مع إ. ت. أ. هوفمان فقبل تحديا بأن يمثل في فيينا فعاد منها إلى برلين محطم الأعصاب، ومات في ٣٠ ديسمبر ١٨٣٢ في الثامنة والأربعين من عمره، وظل أبناء أخيه الثلاثة الموهوبون - وكلهم يحمل اسمه - يتوارثون فنه حتى آخر القرن.