للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمسرح، وعندما أصر الدوق - بتحريض من خليلاته اللائي كن يترددن عليه - على تقديم فاصل درامي يظهر فيه كلب كنجم مسرحي، استقال جوته من منصبه الإداري واختفى مسرح فيمار من التاريخ.

وهيمن ممثلان على الساحة المسرحية في ألمانيا في هذا العصر. أوغسطس فيلهيلم إفلاند (١٧٥٩ - ١٨١٤) الذي كان يضارع تالما Talma، ولودفيج ديفرينت (١٧٨٤ - ١٨٣٢) الذي كرر اهتمامات إدموند كين Edmund Kean ومأساته. ولد في هانوفر يوم كان إفلاند في الثامنة عشرة من عمره، وترك بيته ليلتحق بفرقة مسرحية في جوتا Gotha رغم اعتراض والديه. وبعد ذلك بعامين فقط تألق في مانهايم بأدائه (Die Rauber) لشيلر.

وفي هذه الفترة الراديكالية من حياته نعم بالرخاء وتعاطف مع الذين تركوا فرنسا إثر أحداث الثورة الفرنسية، وسرعان ما غدا معبودا للمحافظين (المناهضين للثورة الفرنسية) وبعد أن قام بأدوار كثيرة في معظم أنحاء ألمانيا قبل دعوة جوته لزيارة فيمار (١٧٩٦) وأسعد مشاهديه بكوميديات الطبقة الوسطى، لكنه لم يكن بارعاً في الأدوار التراجيدية براعة فالنشتين Wallenstein أو لير Lear. وألف عددا من المسرحيات التي أثارت إعجاب الناس بما فيها من فكاهة، وفي سنة ١٧٩٨ أصبح مديرا لمسرح برلين الوطني وبذلك حقق ما كان يصبو إليه.

وقبل موته بفترة وجيزة تعاقد مع ممثل هو لودفيج ديفرينت Devrient (ديفريا) جلب للمسرح الألماني كل مشاعر ومآسي tragedy الفترة الرومانسية. وكان لقبه الفرنسي ديفرينت (ديفريا - وهو النطق الفرنسي) جزءاً من تراثه الهيجونوتي Huguenot (الهيجونوت هم البروتستنت الفرنسيون) وتزوج أبوه امرأتين على التوالي وأنجب ثلاثة أبناء كان هو آخرهم وكان أبوه تاجر أجواخ وألبسة في برلين، وماتت أمه في طفولته وتركته بائساً في بيت مزدحم، فانكفأ على نفسه وعاش في عزلة ووحدة ولم يكن يواسيه في حياته سوى أنه كان وسيما أسود الشعر، وهرب من البيت والمدرسة لكن أباه أعاده مرة أخرى وبذل كل جهده ليجعل منه تاجر أجواخ وأقمشة لكن جهوده فشلت فقد كان الفتى غير كفء بدرجة تدعو للسخط، فتركه أبوه على هواه.

وفي سنة ١٨٠٤ التقى وهو في العشرين من عمره