للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بوجهيها أو بنوعيها in both forms)، وخلال الإثني عشر عاما التالية استوعب الحقائق الاقتصادية والسياسية وأحرز تقدما سريعا. لقد اختفى المؤلف الرومانسي الذي ألف في سنة ١٧٧٤ Die Leiden des Jungen Werthers وغاص في عمله الجديد كمستشار فرأى في انتصار فرنسا في معركة فالمي Valmy في سنة ١٧٩٢ عصراً جديدا يتشكل في التاريخ الأوربي.

إلا أن التدهور والفوضى اللذين عما الثورة الفرنسية في هذا العام نفسه (١٧٩٢) جعله يخلص إلى أن الإصلاحات البطيئة في ظل مستبدين متنورين هذبتهم الفلسفة، وفي ظل حكام محليين متعلمين وحسني النوايا مثل دوق فيمار الذي يعمل معه - قد تكلف الشعب معاناة أقل من المعاناة التي يسببها التغيير السريع المفاجئ الذي قد يسبب انهيار القاعدة الأساسية للنظام الاجتماعي خلال عقد من الانفعال والعنف. وقد عبر في إحدى قصائد المنطوية على الحكمة Venetian Epigrams عن هذا الخوف في وقت مبكر يرجع إلى سنة ١٧٩٠:

- ليحذر حكامنا قبل قوات الأوان مما أصاب فرنسا،

- لكن أيها الناس يا من أنتم في الدرك الأسفل، فلتحذروا أنتم أيضا.

- إذا ذهب الرجال العظماء بغير عودة فمن يحمي الشعب

- عندها سيصبح الغوغاء القساة طغاة يحكموننا جميعا.

لقد هلل سعيدا عندما أنهى نابليون فوضى الثورة بقبضه على زمام السلطة واعتماده دستورا يسمح للناس بإدلاء أصواتهم في استفتاء في بعض المناسبات دون تدخل كثير في أمور حكومة حاسمة متسمة بالكفاءة. ولا يقلل من تقديره للكورسيكي Corsican (نابليون) استقبال نابليون له بشكل مجامل في فرانكفورت في سنة ١٨٠٧ وما قيل من أن هذا اللقاء أسهم كثيرا في شهرة هذا الشاعر المستشار شهرة عالمية.

وتغلغلت بعض اللمسات الرومانسية خلال تطوره الكلاسيكي الراسخ، حكماً وذوقا، فالجزء الأول من فاوست Faust (١٨٠٨) عبارة عن قصة حب كما أنها تركز على أخلاق العصور الوسطى، كما أن عمله الذي أصدره سنة ١٨٠٩ (Elective affinities) يبدو مؤيداً لصيحة الجيل الجديد، تلك الصيحة الصارخة المطالبة بأن يكون الانجذاب المتبادل هو