في ميونخ لما عرف فيما بعد بالطباعة الحجرية (الطباعة على الحجر) ذلك أنه حك (فرك) حلي أمه المثبتة في ملابسها المغسولة بحجر، فترك هذا الحك أثراً فتراءى له أن الكلمات والصور والألوان المختلفة يمكن بالحفر الغائر أو الحفر البارز على حجر ناعم أو لوح معدني، طباعتها والحصول على ما لا يحصى من النسخ منها (على أن يتم النقش بطريقة عكسية لتكون الكلمات المطبوعة في وضعها الصحيح - أي كتابتها معكوسة لتبدو سوية كما في حالة المرآة) ومن هنا ظهر طوفان من الصور والرسوم المطبوعة بدءا من جويا Goya وهيروشيج Hiroshige إلى كورييه Currier وإيفز Ives وبيكاسو Picasso.
وكانت الصحف كثيرة وصغيرة الحجم وموالية وخاضعة للرقابة. فصحيفة أليماني تسايتونج Allgemeine Zeitung (الوقائع الألمانية) أسست في توبنجن Tubingen في سنة ١٧٩٨ ثم انتقلت إلى شتوتجارت ثم إلى أولم Ulm ثم إلى أوجسبورج Augsburg ثم إلى ميونخ لتتحاشى البوليس المحلي. وصحيفة كولنيش تسايتونج Kolnische Zeitung تم تأسيسها في سنة ١٨٠٤ وكانت مقالاتها وأخبارها أكثر هدوءا، وكانت وطنية كاثوليكية ثم أصبحت نابليونية. وكان في كل من فيينا وبرلين وليبزج وفرانكفورت ونورمبرج صحف ظهرت في وقت سابق على قيام الثورة الفرنسية وظلت تؤدي عملها حتى الفترة التي نتحدث عنها.
أما الدوريات والمجلات فكانت كثيرة، من أجملها دورية الموسيقى الألمانية Allgemeine Musikalische Zeitung (أليماني موزيكاليشي) التي نشرتها في ليدن شركة برايتكوبف وهارتل Breitkopf & Hartel، وظلت تصدر من ١٧٩٥ إلى ١٨٤٩ أي من ثورة إلى أخرى. أما أكثرها تألقا فهي دورية أثيناوم Athenaum التي أسسها الأخوان شليجل في سنة ١٧٩٨. وكان الناشرون كثيرين. كما كان المعرض الدولي للكتاب في ليبزج حدثا أدبيا سنويا.
وكان لطائفة خاصة من الكتاب - تم تصنيفهم تصنيفا مرنا باعتبارهم (الخبراء في الشؤون العامة) - تأثير واسع لانحيازهم الشديد لقضاياهم وإن كانوا رغم انحيازهم يمتلكون ناصية المعلومات لمناقشة قضايا العصر الأساسية. لقد هلل فريدريش فون جينتس Von Gentz (١٧٦٤ - ١٨٣٢) لسقوط الباستيل، لكنه قلل من حماسه عندما التقى