بفيلهيلم فون همبولدت Wilhelm Von Humboldt ذي العقلية المتشككة، وقد قرأ كتاب بورك Burke عن الثورة الفرنسية (Reflections on the French Revolution) وترجمه.
وبعد أن ترقى في الخدمة المدنية البروسية إلى درجة مستشار في وزارة الصناعة قاد معركة أدبية ضد أفكار مثل حقوق الإنسان والحرية والمساواة وسيادة الشعب وحرية الصحافة. ولم يرض عن الثورة الفرنسية حتى بعد أن خفف نابليون من غلوائها. وهاجم نابليون كعسكري أدت غزواته إلى الإخلال بتوازن القوى الذي كان يقوم عليه سلام أوربا ونظامها وسلامتها - وكان هذا هو رأي معظم الدبلوماسيين.
وأصبح أفصح الأصوات وأكثرها بلاغة حاثّاً فريدريك وليم الثالث على شن حرب لا هوادة فيها (النص صليبية Crusade) ضد نابليون، فلما تردد الملك البروسي، ترك جينتس خدمته وراح يقدم خدماته للنمسا (١٨٠٢). وعندما اجتاح نابليون النمساويين في معركة أوسترليتز Austerlitz لجأ جنتس إلى بوهيميا لكنه عاد إلى فيينا في سنة ١٨٠٩ وراح يدعو لشن حرب جديدة ضد نابليون. وكان سكرتيرا ومساعداً لميترنيخ في مؤتمر فيينا وأيده في سياسة ما بعد الحرب التي تبناها ميترنيخ بإبعاد كل تأثير ليبرالي ومنعه من التطور. وكان وقت ثورة ١٨٣٠ عجوزا مريضا ومات وهو مقتنع أنه خدم مصالح البشرية بشكل جيد.
أما جوزيف فون جورز Gorres فكان ذا روح أكثر حساسية، وكان نصف إيطالي، ومفعماً بالعواطف ولا يكاد يصلح للصراع الحاد وخوض المعارك الأدبية الشرسة. ولد كاثوليكيا، فترك مهمة دعم الثورة للكنيسة (!) وعاون الفرنسيين في فتح مناطق غرب الراين وهلل تحويل نابليون الإمبراطورية الرومانية المقدسة إلى رابطة الراين (الراينبوند Rheinbund) وهلل لفتح الفرنسيين لروما تحت شعار روما حرة، لكن تكبر عسكر الجيش الفرنسي وابتزاز الإداريين الفرنسيين أثار سخط الشاب الثوري. وفي سنة ١٧٩٨ أسس صحيفة ضعيفة هي (صحيفة الورقة الحمراء Das rothes Blatt) كصوت جمهوري يحب الثورة الفرنسية لكنه لا يثق في الفرنسيين.
ورأى في استيلاء نابليون على السلطة في فرنسا نهاية للثورة الفرنسية، كما رأى في نابليون نفسه شخصا تواقا للسلطة بشكل خطر، وعندما هبت ألمانيا لتحارب من أجل التحرير انضم جورز للمعركة بإصدار صحيفة