راينيشي ميركور Rheinische Merkur، لكن عندما فرض المنتصرون - بعد إزاحة نابليون - ردة سياسية (حركة رجعية سياسية) في كل المجالات التي استطاعوا فرض إراداتهم فيها، هاجمهم جورز بحده شديدة وضراوة حتى إنهم اضطروه للجوء إلى سويسرا حيث عاش في فقر مدقع. ولم يعد محط النظر فعاد نادما حزينا لحض الكنيسة الكاثوليكية (١٨٢٤) وانتشله لودفيج الأول البافاري من الفقر والعوز بتعيينه أستاذاً للتاريخ في ميونيخ. هناك كتب كتابه ذا المجلدات الأربعة: أسرار المسيحية Christliche Mystik (١٨٣٦ - ١٨٤٢) وراح يسلي أيامه بالخيالات، ويسود لياليه بالرؤى الشيطانية. وبعد موته بأربعة وثلاثين عاما تم تأسيس جمعية أحباء جورز Gorres Gesellschaft (١٨٧٦) لمواصلة أبحاثه في تاريخ الكنيسة.
وساد الرومانسيون النثر، لكن كاتباً واحدا ظل متفردا وتملص منهم، إنه جين بول ريختر Jean Paul Richter الذي بدأ حياته في بايروث Bayreuth في سنة ١٧٦٣. ويرجع اسمه المسيحي إلى جده جوهان بول كوهن وحتى سنة ١٧٩٣ كان يطلق عليه ببساطة هانز Hans. وكان أبوه معلما في مدرسة وعازف أرغن وأصبح قسا في كنيسة في جوديتس Joditz على نهر سال Saale، وهناك قضى هانز أعوامه الثلاثة عشر الأولى في سعادة وشكل هذا المحيط الريفي البسيط مزاجه خلال المتاعب الاقتصادية والعواصف اللاهوتية.
وعندما انتقلت الأسرة إلى شفارتسنباخ Schwarzenbach الواقعة على هذا النهر الهادئ نفسه (سال Saale) نعم بمكتبة رجل دين من الجيران، واعترف رجل الدين هذا بإمكانيات هذا الصبي ولكنه لم يعترف بما يراود الفتى من شكوك. ومات والد ريختر (ريشتر) في هذا المكان (١٧٧٩) تاركا ذرية ضعافا قليلة الموارد)، وعندما بلغ هانز العشرين من عمره دخل مدرسة اللاهوت في ليبزج لكن قراءاته أضعفت عقيدته، فسرعان ما انسحب من الدراسة وراهن على أن يعيش من قلمه، واستطاع أن ينشر في سنة ١٧٨٣ وهو في العشرين من عمره، ولكنه لم يستطيع ذلك مرة أخرى إلا في سنة ١٧٨٩ وفي كلتا الحالتين تعرضت كتاباته لهجاء ساخر مما جعل المثقفين الساخرين يشفقون عليه.