للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشخصية (أوسيان Ossian) في كتابات مكفرسون Macpherson عن مفكري باريس وأصحاب صالوناتها. لقد رفضت (ألمانيا) القواعد التي وضعها بوالو Boileau كقوانين للأسلوب الكلاسيكي. لقد امتعضت (ألمانيا) من التركيز على الوضوح والاعتدال، فهما لا يتسقان مع الحماسة والوصول إلى الخلود، ومطلع النور.

لقد كانت الرومانسية الألمانية تحترم الحقيقة إن كان لها وجود، لكنها (أي الرومانسية الألمانية) كانت تشك في الحقيقة العلمية التي جعلت وجه الحياة كئيبا. لقد ظلت ألمانيا تحتفظ - بحب - في ذاكرتها بالحكايات الخيالية وحكايات الجنيات التي قام كليمنز برينتانو Clemens Brentano (١٧٧٨ - ١٨٤٢) وأشيم فون أرنيم Achim Von Arnim (١٧٨١ - ١٨٣١) بجمعها في مؤلف بعنوان Des Knaben Wunderhorn (١٨٠٥ - ١٨٠٨) ، وقام أيضا الأخوان جريم Grim (جاكوب، ١٧٨٥ - ١٨٦٣، وفيلهلم، ١٧٨٦ - ١٨٥٩) بتجميع آخر بعنوان Kinder - und Hausmarchen (١٨١٢) .

لقد كانت هذه الحكايات هي صدى لطفولة الأمة وطفولة الأفراد، وكانت جزءاً من روح الألماني الطيب وربما كانت انعكاساً لما وراء الوعي عنده. وإذا كان لا بد لهذا التراث الخيالي الذي يعود إلى ما قبل الثورة؛ إلى كاثوليكية العصور الوسطى وإلى روح القصة الشعرية أن يعود فإنه يقود ألمانيا إلى الكاتدرائيات القديمة التي كستها الطحالب لفرط قدمها وإلى العقيدة الراسخة التي لا تحتمل الشك والحرفيين المهرة الذين يغمرهم النشاط والمرح، ولا بد أن يقود ألمانيا إلى الصلوات والدعوات والترانيم الدينية وأجراس والكنائس مما يجعل الرب حاضرا في الحياة اليومية للناس، ويمزج الأفراد المرهقين بمجموعة القديسين والصالحين الذين كانت حياتهم ملحمة مقدسة في التاريخ المسيحي.

وبالأم العذراء Virgin Mother التي نذرت بتولتها وعذريتها للأسرة المقدسة والأمة والجنس البشري. وكان كل هذا بطبيعة الحال بقايا ذوات طابع حماسي من العقائد الوسيطة (العقائد التي سادت في العصور الوسطى) وما صاحبها من مخاوف، وهراطقة لابد من تجريمهم وأرواح حائرة، ومع هذا فقد بلغت بكثيرين من الرومانسيين الألمان ذروة التوهج والحماس وراح بعضهم - ندماً وتوبة - يلقون بأنفسهم على أعتاب المذابح الكنسية في أحضان الكنيسة الأم.