١٨٠٠) الذي يصف فيه الله باعتباره نظاما أخلاقيا للكون، ويلجأ إليه (إلى الله بهذا المعنى) بنشوة وحب وتعبد:
عقيدتنا … عقيدتنا في الواجب هي - فحسب - إيماننا به (بالله in Him) وبحكمته His reason وبحقيقته His truth … فالإرادة الأبدية الخالدة هي خالقة الكون على نحو أكيد .. ونحن أيضا خالدون لأنه (الله He) هو الخالد.
الإرادة السامية الحية معروفة بغير اسم، لا يحيط بها فكر .. إن الأطفال يعرفونها كأفضل ما يكون وتعرفها النفوس البسيطة المؤمنة …
إنني أخفي وجهي أمامك Thee (يا ألله) وأضع يدي على فمي (لا أجرؤ على الكلام) .. كيف أنت Thou وكيف تنظر لوجودي .. لا أستطيع أن أعرف أبدا ..
أنت يا ألله (Thou) علمتني واجبي ومهمتي في عالم الموجودات العاقلة. كيف لا أعرف وكيف لا أحتاج للمعرفة … في ظل علاقاتك هذه بي .. أأستطيع الاطمئنان إلى نعمتك أو بتعبير آخر أأستطيع أن أرتاح في ظل نعمتك المريحة.؟
يظهر أن فيشته - وقد أصبح معتمداً في تدبير أمور معيشته على محاضراته العامة التي ينشرها بعد ذلك - راح يتجه أكثر فأكثر نحو الإيمان المسيحي، والوطنية الألمانية. وفي سنة ١٨٠٥ دعي ليشغل منصب أستاذ الفلسفة في جامعة إرلانجن Erlangen فحقق لنفسه فيها شهرة جديدة عندما اضطر بعد دخول جيوش نابليون ألمانيا (١٨٠٦) إلى البحث عن منصب أكثر أمناً، فعبر إلى شرق بروسيا وراح يدرس لفترة في كونيجسبرج Konigsberg وأدى اقتراب جيوش نابليون بعد ذلك بفترة وجيزة من فريلاند Frieland إلى انتقاله هذه المرة إلى كوبنهاجن. وفي أغسطس سنة ١٨٠٧ عاد إلى برلين مرة أخرى بعد أن تعب من العيش بلا وطن، وهناك ترك الفلسفة جانبا، وأعطى كل جهده لاستعادة كرامة شعب ممزق طعن في كبريائه.