للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بيرنادوت في سنة ١٨١٠ هو ولي عهد السويد وأصبح اسمه تشارلز جون Charles John.

وفي ظل حكومة هذا تكوينها واصل العقل السويدي جهوده في مضمار التعليم والعلم والأدب والفن، فكانت جامعات أوبسالا Uppsala وأبو Abo ولوند Lund من بين أفضل الجامعات في أوربا. وكان جون جاكوب بيرزيليوس Jons Jakob Berzelius (١٧٧٩ - ١٨٤٨) أحد مؤسس الكيمياء المعاصرة. إذ استطاع بدراسته المتأنية الدقيقة لنحو ألفي مركب أن يصل إلى قائمة بالأوزان الذرية أكثر دقة بكثير من قائمة دالتون Dalton ولا تختلف إلا قليلا جدا من حيث دقتها عن القائمة التي استقر عليها العلم في سنة ١٩١٧. وعزل كثيرا من العناصر الكيميائية للمرة الأولى. وراجع نظام الرموز الكيميائية الذي وضعه لافوازيه Lavoisier وقام بدراسات كلاسيكية في الأثر الكيميائي للكهرباء وطور نظاما ثنائيا لدراسة عناصر في التفاعل الكيميائي كموجبة أو سالبة كهربيا. وأصبح كتابه الموجز الذي نشره في سنة ١٨٠٨ وتقريره السنوي Jahresbericht الذي بدأ صدوره سنة ١٨١٠ إنجيلا للكيميائيين طوال جيل.

وكذلك كان في السويد كثير من الشعراء انقسموا إلى مدرستين شعريتين متنافستين: الفوسفوريون Phosphorists الذين ترجع تسميتهم بهذا الاسم إلى مجلتهم التي أصدروها بعنوان (الفسفوري Phosphorous) وكانوا متأثرين بالرومانسية الألمانية الوافدة وتحوي أشعارهم الكثير من العناصر الباطنية (الصوفية) أكثر من سواهم من الشعراء، والقوطيون (المدرسة الشعرية القوطية Gothics) الذين راحوا يعزفون في أشعارهم على أنغام البطولة.

وبدأ تجنر Esaias Tegner كقوطي (من المدرسة الشعرية القوطية السابق ذكرها) لكنه كان كلَّما سار قدما في مضمار الشعر راح يوسع مجالات تناوله الشعري حتى بدا وكأنه يضم بين جنبيه كل مدارس الشعر السويدية. ولد تجنر في سنة ١٧٨٢ ولم يكن قد بلغ السابعة من عمره عندما نشرت الثورة الفرنسية - وكانت كأعظم الفسفوريين - نورها وحرارتها خلال أوربا، وما كاد يبلغ الثالثة والثلاثين حتى نفي نابليون إلى سانت هيلينا وعاش تجنر إحدى وثلاثين سنة أخرى لكنه كان قد حقق بالفعل تفوقه وشهرته عندما منحته الأكاديمية الملكية السويدية في سنة ١٨١١ جائزة لقصيدته (Svea) التي وبّخ فيها