أورستد علم الكهرباء المغناطيسية خلال ثلاثين عاماً من التجارب.
وكان نيكولاي جرندتفج Nikolai Grundtvig طوال عمره البالغ ثمانية وتسعين عاماً يبذل كل جهده ليكون لاهوتياً متحرراً وأسقفاً وفيلسوفاً ومؤرخاً ومربّيا مبدعا ورائداً في دراسة الحكايات الشعبية والتراثية من الآداب الأنجلوسكسونية وآداب اسكندينافيا، وألَّف بعض القصائد الملحمية والأغاني والترانيم الدينية التي مازالت محبوبة في اسكندينافيا.
وكان للدنمرك في هذا العصر المفعم بالأحداث مسرح ناشط، عملت كوميدياته على وخز مظاهر الادعاء على المستوى الاجتماعي، فسخر بيتر أندرياس هايبرج Heiberg (١٧٥٨ - ١٨٤١) من التمييز الطبقي في مسرحيته (De Vonner og de Vanner) فكثر أعداؤه بسبب ذلك حتى إنه لجأ إلى باريس طلباً للأمان فعمل في وزارة الخارجية الفرنسية مع تاليران، وقد أنجب ابنا هو جوهان لودفيج هايبرج (١٧٩١ - ١٨٦٠) الذي كان له شأن كبير في المسرح الدنمركي في الفترة التالية.
وظهر في الأدب الدنمركي شاعران على الأقل تخطت شهرتهما حدود الدنمرك واللغة الدنمركية، ولا شك أن جينز إيمانويل باجسن Jens Immanuel Baggesen (١٧٦٤ - ١٨٢٦) كان ذا شخصية جذابة وأسلوب رشيق. ولقد افتتن دوق أوجستنبورج Augustenburg بأشعاره الأولى، فدفع للشاعر الشاب تكاليف زيارته لألمانيا وسويسرا. وقابل جينز Jens كلاً من فيلاند، وشيلر، وهيردر وكلوبستوك، وأحس بتطلعات روسّو الرومانسية، وسعد بالثورة الفرنسية وابتهج لقيامها.
ودرس فلسفة كانط وسار في تيارها، ذلك التيار الذي أنعش الفلسفة الألمانية، وأضاف اسم كانط إلى اسمه وكتب حصاد رحلاته وتأملاته في كتاب متاهة شاعر جوّال Labyrinthen eller Digtervandringer (١٧٩٢) كاد يضارع فيه لورنس ستيرن Laurence Stern فكاهةً وفيضَ مشاعر. ولما عاد للدنمرك تخلّى عن إثارة فيمار وباريس، وعاش في فرنسا في الفترة من ١٨٠٠ إلى ١٨١١ يراقب نابليون وهو يصوغ النظام من الحرية ويحول الجمهورية إلى إمبراطورية (المقصود يحول النظام الجمهوري إلى نظام إمبراطوري أو ملكي). وفي سنة ١٨٠٧ ألف قصيدة حيوية (الشبح ونفسه Gjengengeren og han selv)