عرض فيها بذكاء وعمق تأرجحه بين المُثل الكلاسيكية من نظام وانضباط وحقيقة من ناحية، والاعتدال والتطلع الرومانسي إلى الحرية والخيال والرغبة من ناحية أخرى. وفي سنة ١٨١١ أصبح أستاذاً في جامعة كيل Kiel، وبعد ذلك بعامين دخل في معركة حامية مع أعظم شعراء الدنمرك.
لقد عاش آدم جوتلوب أولنشليجر Adam Gottlob Oehlenschlager (١٧٧٩ - ١٨٥٠) حياة سعيدة - بشكل غير عادي - في فترة شبابه. كان والده ناظراً لأحد قصور الضواحي التي تحيط بها الحدائق والحقول، فاستمتع ابنه بحديقة يلعب فيها ومكتبة يقرأ فيها وصالة يعرض فيها الأعمال الفنية، وحلق به خياله وتطلّع للعمل في مهنة التمثيل لكن صديقه هانز كريستيان أورستد جذبه إلى جامعة كوبنهاجن. لقد عاش خلال الفترة التي قذف فيها البريطانيون بمدافعهم الأسطول الدنمركي والعاصمة الدنمركية في سنة ١٨٠١، وأحس بتأثير الفيلسوف النرويجي هنريك ستيفنز Henrik Steffens، وأخيراً وصل إلى مكانته من الشهرة بإصداره مجموعة قصائد في سنة ١٨٠٢ رسَّخت الاتجاه الرومانسي في الأدب الدنمركي.
وواصل معركته فأصدر مجموعة أشعار (١٨٠٣) يوازن فيها بين حياة المسيح والتغييرات السنوية الحادثة في الطبيعة فأدانته الكنيسة الرسمية كحلولي (قائل بوحدة الوجود) مهرطق، لكن الحكومة الدنمركية كافأته بمنحة للسفر إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا. وقابل جوته، وربما تعلم منه أن يراجع ذاتيته الرومانسية. وفي ديوانه قصائد شمالية، ١٨٠٧ (Nordiske Digte) استوحى الميثولوجيا الاسكندينافية بملحمة تحتفي برحلات الرب تور Thor، ودراما عن هاكون جارل Haakon Jarl الذي حكم النرويج من سنة ٧٩٠ إلى سنة ٩٩٥ وخاض معركة خاسرة لمواجهة انتشار المسيحية. وعندما عاد أولنشليجر إلى كوبنهاجن (١٨٠٩) استقبلته الدوائر الأدبية كأعظم شاعر دنمركي.
وانتهز فرصة شهرته وشعبيته فنشر سلسلة من الأعمال المتعجلة، فانتقده جينز بجسن Beggesen علناً ذاكراً أن أعماله تتسم بتدني المستوى والإهمال. واستعر الخلاف، ولم يدافع فيه أولنشليجر عن نفسه كثيرا، إلا أن أصدقاءه - على أية حال - تولوا هذه المهمة