للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عنه وتحدوا بجسن بدخول مبارزة في شكل نقاش أو مناظرة باللغة اللاتينية. وفي هذه الأثناء نشر أولنشليجر عمله (Helge and Den Lille Hyrdedreng) فرحب بجسن به لأنه عودة آدم القديم وفي سنة ١٨٢٩ توّج أولينشليجر في لوند كأمير للشعراء، وقام بتتويجه تجنر Esaias Tegner

وفي ٤ نوفمبر ١٨٤٩ امتدحه الشعراء المعاصرون في عيد ميلاده السبعين واصفينه بأنه آدم جبلنا المقدس (The Adam of our Parnassus) وفي مضمار الفن قدمت الدنمرك لأوربا نحاتا لم يكن هناك من يضارعه عندما بلغ أوجه سوى كانوفا Canova. إنه بيرتل ثوروالدسن Thorwaldsen (١٧٧٠ - ١٨٤٤) الذي فاز بمنحة لدراسة الفن بأكاديمية كوبنهاجن واستقر في سنة ١٧٩٧ في روما التي كانت لا تزال راضخة لإنجيل فنكلمان Winckelmann في الفن الهيليني Hellenic باعتباره هو الفن الذي يجب احتذاؤه (النموذج الأمثل).

لقد لفت انتباه كانوفا Canova، وحذا حذوه في نحت تماثيل لأرباب المعتقدات الوثنية، كما نحت تماثيل للمشاهير المعاصرين له في أوضاع وملابس إغريقية أو رومانية، وعلى هذا فقد وجدناه في سنة ١٨١٧ يقيم تمثالا نصفيا لبايرون على نسق أنطونيوس الوقور. وكان يلي كانوفا من حيث المكان كزعيم للمدرسة الكلاسيكية الجديدة في النحت وانتشر أسلوبه النحتي انتشارا كبيرا حتى إنه عندما غادر روما في سنة ١٨١٩ ليقيم في كوبنهاجن كان يلقى ترحيباً كبيرا في أثناء مروره بفيينا وبرلين ووارسو Warsaw (فرسافا).

والآن (١٨١٩) وجدناه يصنع النموذج الذي إحتذاه لوكاس أهورن Lucas Ahorn ونحته من حجر رملي (Lion of Lucerne) تخليدا لذكرى الحرس السويسري الذي مات أفراده دفاعا عن لويس السادس عشر في سنة ١٧٩٢. وتألمت كوبنهاجن عندما وجدته يغادرها مرة أخرى إلى روما. لكنها - في سنة ١٨٣٨ - احتفت مفتخرة بعودته. وكان في هذا الوقت قد حقق ثروة وهب جزءا منها لإقامة متحف لعرض أعماله التي كان من أشهرها تمثال له شخصيا ليس كلاسيكيا إذ أظهر فيه بدانته بأمانة. وتوفي في سنة ١٨٤٤ ودفن في حديقة متحفه.