للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلفت كثيرا وتمرد الولاة والرسميون الفاسدون ضد الدستور الجديد فاعتزل سليم الثالث (١٨٠٧) ومع ذلك فقد قتلوه (بعد ذلك)، وبعد عام من الفوضى ساد المناصرون له وتولى محمود الثاني (ابن أخيه) السلطنة في سنة ١٨٠٨ وهو في الواحد والثلاثين من عمره. وحولت القوى المتصارعة في العالم المسيحي التحكم في سياسات الباب العالي (الحكومة العثمانية) باستخدام المال والتهديد.

ولم تبق الدولة العثمانية على قيد الحياة إلا لأن واحدة من القوى الأوربية المتصارعة لم تكن لتسمح للقوى الأخرى بالتحكم في مضيق البوسفور. وفي سنة ١٨٠٦ أرسل إسكندر الأول جيشا إلى مولدافيا Moldavia وفاليشيا Wallachia (الأفلاق والبغدان) لضمهما إلى روسيا فحث سفير نابليون السلطان سليم على المقاومة، فأعلنت تركيا (الدولة العثمانية) الحرب على روسيا، وفي معاهدة تيلسيت (١٨٠٧) رتب نابليون أمر السلام لكن الهدنة كانت تخرق مرارا إلى أن قرر إسكندر سحب جيوشه من الجبهة الجنوبية تحسبا للحرب ضد نابليون، وفي ٢٨ مايو ١٨١٢ قبل مغادرة نابليون - بيوم واحد - لدريسدن Dresden لينضم إلى قواته المتجمعة في بولندا، تخلت روسيا عن كل دعاويها في الولايتين الدانوبيتين (الأفلاق والبغدان). لقد أصبح في مقدور إسكندر الآن تجميع كل قواته ومدافعه لمواجهة ٤٠٠،٠٠٠ مقاتل من الفرنسيين وحلفائهم كانوا يستعدون لعبور النيمن Niemen إلى روسيا.