متضاربة متصارعة. فأولاً كانت هناك جدته كاترين الكبيرة المشغولة الغائبة - رغم متابعة أمره بدقة. لقد أبعدته كاترين عن أمه ونقلت له مبادئ الحكم المطلق المتنور ممتزجة بنتف من المؤلفين الذين كانت تحبهم - فولتير وروسو وديدرو Diderot - وذلك قبل أن تفقد هي نفسها هذه المبادئ. وربما بتوجيه منها تعلم منذ طفولته أن ينام بلا غطاء ثقيل والنوافذ مشرعة، على حشية من جلد مراكشي (جلد ماعز) محشوة بالقش، فأصبح بذلك محصنا ضد تقلبات الجو وتمتع بصحة وحيوية فائقتين. لكنه مات في الثامنة والأربعين من عمره.
وفي سنة ١٧٨٤ أحضرت له كاترين من سويسرا فريدريك سيزار دي لاهارب Frederic - Cesar de La Harpe (١٧٥٤ - ١٨٣٨) ليكون مشرفا على تعليمه، وكان دي لاهارب متحمساً مخلصاً للمفكرين والمثقفين الفرنسيين. ولقن دي لاهارب تلميذه إسكندر طوال تسع سنوات تاريخ فرنسا وآدابها. وتعلم الأمير كيف يتكلم الفرنسية بإتقان بل وأن يفكر - غالبا - كالفرنسيين. (لا حظ أن نابليون كان يتحدث الفرنسية لكن ليس بشكل تام، وكان يفكر كإيطالي من عصر النهضة الرينيسانس Renaissance) .
وكانت هناك ممرضة علمت الأمير - بالفعل - اللغة الإنجليزية، والآن فإن ميخائيل مورافيوف Mikhail Muraviov قد علمه لغة الإغريق القديمة وآدابها، ونقل إليه الكونت ن. ج. سالتيكوف N. J. Saltykov عادات الأوتوقراطية الإمبراطورية (الأوتوقراطية تعني حكم الفرد)، وكان هناك معلمون آخرون يعلمونه الرياضيات والفيزياء والجغرافيا. ونقل إليه سومبورسكى Somborsky كبير القسس الأخلاق المسيحية على وفق مبدأ مؤداه أن على كل إنسان أن يجد في كل إنسان جاراً له لكي يحقق شرع الرب وربما وجب علينا أن نضيف إلى قائمة معلمي إسكندر لويزا إليزابيث (من بادن - دورلاش) Luise Elisabeth of Baden - Durlach التي أصبح اسمها إليزافيتا أليكسيفنا Elizaveta Alekseevna والتي تزوجته في سنة ١٧٩٣ بناء على طلب كاترين، وكان في السادسة عشرة من عمره، ومن المفهوم أن إليزافيتا قد علمته الطرق الصحيحة لمباشرة النساء.
لقد كان هذا البرنامج التعليمي ملائما لتخريج عالم ورجل مهذب لكنه لا يكاد يصلح