البرونز، يصقلونها صقلاً أثار خيال أصحاب الأساطير، بحيث راحوا يروون أساطيرهم إعجاباً بما بلغته تلك المرايا من كمال؛ من ذلك مثلاً أن فلاحاً اشترى مرآة لأول مرة، ونظر إليها فظن أنه يرى فيها وجه أبيه الميت، فأخفاها على أنها كنز ثمين؛ لكنه كان يتسلل إليها فارتابت زوجته في أمره، وأخرجت المرآة يوماً من مكمنها، فما كان أشد فزعها حين رأت امرأة في مثل سنها، ورجحت أن تكون تلك المرأة خليلة زوجها (٦٢)؛ ومن هؤلاء الصناع من افتنَّ في صناعة الأجراس الضخمة، مثل ذلك الجرس العظيم في نارا (٧٣٢ ميلادية) الذي تبلغ زنته تسعة وأربعين طناً، وكانوا يستخرجون من تلك الأجراس أنغامها الحلوة - أحلى من الأصوات التي تنبعث من مصفقاتنا المعدنية في الغرب - بطرقها بلسان من خارجها، يهزونه بوساطة عمود خشبي متأرجح.
وكان النحاتون أميل إلى استخدام الخشب أو المعدن منهم إلى استخدام الحجر، لفقر بلادهم في الجرانيت والمرمر؛ ومع ذلك، فعلى الرغم من صعوبات المادة كلها؛ استطاعوا أن يفوقوا معلميهم من أهل الصين وكوريا، في هذا الفن الذي هو أوضح فن في تحديد معالمه - فسائر الفنون كلها تحاول في خفاء أن تحاكي ما يفعله النحات صابراً حين يزيل ما لا يجوز بقاؤه من مادته، وأقدم آية في فن النحت الياباني تقريباً وربما كانت كذلك أعظم آيات اليابان في ذلك الفن - هي "ثالوث هوريوجي" البرونزي-