بعرضه عليهم إعادة بولندا مملكة موحّدة كما كانت قبل التقسيم تحكم نفسها حكماً ذاتياً مع الاعتراف بقيصر روسيا كمليك لها مهيمن على علاقاتها الخارجية. ووقعت خطابات تحوي هذا العرض في يد نابليون فاستشاط غضباً، واستدعى كولينكور (فبراير ١٨١١) وعيّن بدلاً منه جاك لو Jacques Law (ماركيز لوريستور Lauriston مستقبلاً) سفيراً لفرنسا في روسيا.
وفي هذا الشهر حثَّ إسكندر النمسا على الانضمام إليه في شن هجوم على قوات نابليون في بولندا مغرياً إيّاها بمكسب عرضي - نصف ملدافيا Moldavia وكل فاليشيا Wallachia، ورفضت النمسا. وقد ألقى نابليون - بعد ذلك - وهو في سانت هيلينا بعض الضوء على سياسته في بولندا لم أكن أبداً لأشن الحرب على روسيا لأخدم - ببساطة - مصالح طبقة النبلاء البولنديين، أما بالنسبة إلى مسألة تحرير أقنان الأرض فإنني لا أستطيع أبداً أن أنسى أنني عندما تحدثت إلى أقنان الأرض في بولندا عن الحرية، أجابوني: بالتأكيد نحن نحب الحرية كثيراً جداً، لكن من سيُطعمنا ويكسونا ويدبّر لنا سكناً؟ وهذا يعني أنهم كانوا سيتعثرون في حالة حدوث أي تغيير مفاجئ.
ووصل كولينكور إلى باريس في ٥ يونيو ١٨١١ محملاً بالهدايا من القيصر، وحاول بكل جهده إقناع نابليون بنوايا إسكندر السلمية وحذّره من أن غزو فرنسا لروسيا قد ينتهي إلى هزيمة بسبب مناخها ومساحتها الشاسعة، وانتهى نابليون إلى أنّ كولينكور قد وقع في حب القيصر، فانتهك بذلك واجبات منصبه الدبلوماسي، وعبّأ نابليون جيشه في بروسيا أو بالقرب منها بعد أن استبعد الأمل في حل سلمي وبعد أن ساوره الشك أن روسيا تحاول كسب بروسيا والنمسا إلى جانبها، فأرهب - أي نابليون - فريدريك وليم الثالث لتوقيع تحالف مع فرنسا (٥ مارس ١٨١٢) ألزم بروسيا بتقديم عشرين ألف جندي ينضمون إلى الجيش الفرنسي لغزو روسيا، كما ألزمها بإطعام الجيش الفرنسي عند مروره بالأراضي البروسية على أن تُخصم تكاليف الطعام من تعويض الحرب الذي كانت بروسيا لا تزال ملتزمة بدفعه لفرنسا.
وفي ١٤ مارس دخلت النمسا في تحالف قَسْري مماثل مع فرنسا. وفي أبريل اقترح نابليون على السلطان (العثماني) تحالفاً يُتيح لتركيا تطوير صراعها مع