ودافو Davout ومورا الموت مئات المرّات، وفاز نَي Ney في ميدان المعركة من نابليون بلقب أمير موسكو Moskva هذا اللقب الأثير المغري، لقد كان النصر عواناً بين الجانبين المتقاتلين وعندما حلّ الليل انسحب الروس بهدوء وظل الفرنسيون سادة الميدان لكن نابليون اعتبر النصر أبعد ما يكون عن أن يكون أكيداً. وأرسل كوتوزوف إلى إسكندر تقريراً فخوراً حتى إن كاتدرائيات سان بطرسبرج وموسكو قدّمت ابتهالات الشكر للرب. لقد فقد الفرنسيون ٣٠،٠٠٠ ما بين قتيل وجريح أما الروس ففقدوا ٥٠،٠٠٠.
وفي البداية، في ٨ سبتمبر فكر كوتوزوف في تجديد المعركة لكن عندما علم بعدد قتلاه وجرحاه شعر أنه لا يستطيع تعريض جنوده الباقين لمذبحة مماثلة ليوم آخر، فواصل سياسة التراجع ومن الآن فصاعدا سيواصل هذه السياسة حتى النهاية. وفي ١٣ سبتمبر أمر بإخلاء موسكو، وفي ١٤ من الشهر نفسه انطلق محزوناً إلى حيث لا يدري الخطوة التالية.
وفي هذا اليوم وصل نابليون ومن تبقى معه (٥٩،٠٠٠ مقاتل) إلى بوابات موسكو بعد مسيرة ثلاثة وثمانين يوماً من كوفنو Kovno ووصلته رسالة من الجنرال ميلورادوفتش Miloradovich قائد حامية موسكو بوقف إطلاق النار في أثناء خروجه ورجاله من المدينة فوافق نابليون، وانتظر نابليون قدوم ذوي الحيثيَّة في المدينة ليقدموا أنفسهم له ويطلبوا منه الحماية لكن أحداً منهم لم يأتِ. وعندما دخل المدينة (موسكو) لاحظ أن أحداً من ساكنيها لم يبق فيها خلا آلاف قليلة من الطبقات الدنيا. لقد بقي بعض البغايا طمعاً في الفرنكات وكن مستعدات لتقديم المطلوب مقابل المأوي والغذاء. وكان نابليون قد أحضر معه حملاً من أوراق البنكنوت الروسية المزيَّفة ورفضها الروس فأحرقها نابليون. وجال المنتصرون في المدينة ونهبوا القصور ومزارع الريف المحيطة بالمدينة وحملوا النبيذ والأمتعة (خاصة الأعمال الفنية).
وكان مقدراً لهذه الأعمال الفنية أن تُفقد (بالبيع أو خلافه) عملاً إثر عمل، في أثناء طريق العودة.
وفي ١٥ سبتمبر تحرك نابليون إلى الكرملين وراح ينتظر أن يطلب إسكندر السلام. وفي المساء بدأت موسكو MOSCOW تحترق.