وطوال السادس من سبتمبر ظل الجيشان يستعدان للمعركة. وفي هذا الليل البارد الرطب كان من الصعب أن ينام أحد. وفي الثانية صباحاً أرسل نابليون بياناً ليُقرأ على جنوده، مصحوباً بترجمة إلى اللغات التي يتحدث بها جنوده غير الفرنسيين:"أيها الجنود! ها هي المعركة التي طال انتظاركم لها. الآن، النصر يعتمد عليكم إنه آتٍ لا ريب. إنه سيتيح لنا رخاء ومنتجعا شتوياً طيباً وعودة باكرة إلى بلاد آبائنا وأجدادنا"،
وفي هذه الليلة - وبناء على أوامر كوتوزوف - حمل القسسُ المصاحبون للجيش الروسي أيقونة العذراء السوداء Black Virgin وطافوا بها في المعسكرات وكانت هذه الأيقونة قد تم إنقاذها من حريق سمولنسك (السابق ذكره) وركع الجنود ورسموا شارة الصليب وتجاوبوا مع القسس وراحوا يدعون الله رحيم وانحنى كوتوزوف ليقبِّل الأيقونة.
وفي نحو هذا الوقت أتى حامل الرسائل لنابليون بخطاب من ماري لويز مع صورة جانبية حديثة لابنهما البالغ من العمر عاما واحدا، كما وصلت إليه أخبار مفادها أن جيشه عانى هزيمة عصيبة على يد ولينجتون Wellington في سالامنكا Salamanca، وقضى نابليون جانباً كبيراً من الليل يصدر التوجيهات لضباطه فيما يتعلق بتكتيكات الصباح. ولابد أنه كان من الصعب عليه أن ينام لأن عُسر البول كان يسبب له آلاماً، وكان لون بوله متغيراً بشكل ينذر بالخطر وكانت ساقاه متورمتين مع استسقاء وكان نبضه ضعيفا غير محسوس بشكل متتابع.
ورغم هذا فقد أرهق ثلاثة خيول في اليوم الأول من المعركة إذ راح يتنقل من جانب إلى آخر في جيشه.
لقد كان نابليون يقود ٣٠،٠٠٠ رجل مرهق، أما كوتوزوف فكان على رأس ١١٢،٠٠٠، وكان مع الجيش الفرنسي ٥٨٧ مدفعاً بينما كان مع الروس ٦٤٠. وطوال السابع من سبتمبر راحت هذه الألوف المؤلفّة من الجيش تحارب بعناد وبطولة، يقتلون ويُقتلون وقد شملهم الخوف والكراهية، وكان كلا الطرفين يحاربان ببطولة وكأنما كانا يشعران أن مصير أوروبا سيتحدد بنتيجة المعركة. وضحّى باجراتيون بحياته، وفقد كولينكور في هذه الحرب التي سبق له أن عمل لمنعها أخاه الحبيب، وواجه يوجين