وفي مالورياروسلافتش Maloyaroslavets - على بعد خمسة وعشرين ميلاً من كالوجا اتصل الفرنسيون اتصالاً مباشراً بجيش كوتوزوف، وأعقب ذلك حركة (عملية) حادة (٢٤ أكتوبر) مما أجبر الروس على الانسحاب خلف دفاعاتهم في كالوجا. وقرر نابليون أن جيشه ليس مجهزاً لحصار طويل، فأمر رجاله - وهو كاره - باتخاذ طريقهم عبر بوروفسك Borovsk وموزهايسك Moshaisk إلى بورودينو Borodino، وليتخذوا بعد ذلك الطريق الذي كانوا قد اتبعوه في فصل الصيف حيث كانوا مفعمين بالأمل. وعلى أية حال فإن شيطان كوتوزوف قد جعله الآن يحث جيشه على المسير في طريق مواز لطريق عدوّه مراعيا - بشكل مراوغ - أن يكون بعيداً عن نظره عدوّه، لكنه راح بين الحين والآخر يرسل فصائل من الفرسان القوزاق الأشداء لإزعاج جناحي الجيش الفرنسي وراح الفلاحون السعداء يطلقون النار على الفرنسيين المنتشرين في غير نظام والذين غامروا بالابتعاد عن خط سير الجيش البالغ ستين ميلاً.
وكان نابليون محميّاً بشكل جيد اللهم إلاّ من خطر طارئ .. وكان حاملو الرسائل يجلبون إليه في أثناء مسيرته أخباراً عن نزاعات شديدة تهدّد حكومته في باريس وثورات في الأراضي (البلاد) التابعة له. وفي ٢٦ أكتوبر بعد خروجه من موسكو بأسبوع سأل كولينكور عما إذا كان يجب عليه (أي يجب على نابليون) أن يتجه مباشرة إلى باريس ليواجه السخط الناجم عن هزيمته ويسيطر عليه، وليقيم جيشاً جديداً للدفاع عن القوات الفرنسية التي تركها في بروسيا والنمسا، فنصحه كولينكور بالذهاب. وفي ٦ نوفمبر وصلت أخبار مُفادها أن كلود - فرانسوا دي مال de Malet - وهو جنرال في الجيش الفرنسي - قد أطاح بالحكومة الفرنسية في ٢٢ أكتوبر وأنه لقي دعما من أشخاص بارزين لكنه خُلِع وتمّ إطلاق النار عليه (٢٩ أكتوبر) فتأكد العزم لدى نابليون بضرورة التوجه إلى باريس.
وكلما أوغل الفرنسيون في طريق العودة كان الطقس يزداد سوءاً. لقد تساقط الثلج في ٢٩ أكتوبر وسرعان ما كوَّن غطاء دائماً - جميلاً وممتعاً، وتحول في الليل البارد إلى جليد انزلقت فوقه الخيول التي تجر العربات وسقطت، وكان بعض هذه الخيول منهكا بدرجة