استحال معها قيامها من جديد وكان لابد من تركها، ومع طول مسافة المسيرة راح الجنود يأكلون مثل هذه الضحايا (الخيول الساقطة أو النافقة) لكن معظم الضباط حافظوا على حياة خيولهم برعايتها وتغطيتها. وكان الإمبراطور (نابليون) يركب بعض الوقت في عربته مع المارشال بيرثييه Berthier لكنه كان يسير مع الباقين مرتين أو ثلاثاً في اليوم أو أكثر من هذا على وفق رواية مينيفال Meneval.
وفي ١٣ نوفمبر بدأ الجيش الذي تقلّص عدده الآن إلى رقم إجمالي هو ٥٠،٠٠٠ - في دخول سمولنسك، وانتابهم الرعب عندما وجدوا أن معظم الطعام والكساء الذي كان نابليون قد أمر بتجهيزهما قد فقدا نتيجة غارات القوزاق Cossack والاختلاس، ومن ثمَّ تم عرض ألف ثور مخصصة للجيش لبيعها للتجار الذين قاموا بدورهم بعرضها على أي مشتر، وحارب الجنود للحصول على ما تبقى من التموين واستولوا بالقوة على كل ما وجدوه في الأسواق.
وكان نابليون راغباً في إتاحة فترة راحة طويلة لجنوده في سمولنسك لكن أخباراً وصلته باقتراب كوتوزوف على رأس ٨٠،٠٠٠ روسي لم يعودوا راغبين - بعد - في الانسحاب، ولم يكن مع نابليون من الصالحين للقتال سوى ٢٥،٠٠٠. وفي ١٤ نوفمبر قاد جزءا من قواته في الطريق إلى كراسنو Krasnoe مستخدماً طريقاً إلى فيلنا Vilna غير الطريق الذي سبق له استخدامه في الصيف. وكان على دافو أن يتبعه في ١٥ نوفمبر، وني Ney في ١٦ من الشهر نفسه. وكان الطريق جبلياً ومغطى بالجليد، ولم تكن الخيول ذوات حدوات (جمع حدوة) تمكنها من التقدم في هذا الشتاء الروسي فانزلجت فوق التلال وفشلت كل الجهود لإقامة مئات منها، وفضلت الموت باعتباره رحمة في ظل هذه الظروف بل إن رجالاً كثيرين فضلوا هذا الحل تخلصاً من المتاعب.
وذكر جندي بعد ذلك:"أنه طوال الطريق كنا مضطرين للخطو فوق ميّت أو محتضر"، فعند المنحدرات الجليدية لهذه التلال "لم يكن أحد يجرؤ على الركوب أو السير على قدميه، فالجميع بمن فيهم الإمبراطور (نابليون) كان يتزلج وهو جالس"، كما سبق لقلّة منهم أن فعلت عند عبور جبال الألب إلى مارينجو Marengo منذ اثنتي عشرة سنة خلت. لقد كانت أياماً تعادل سنوات من عمر