القائد ورجاله. ويبدو أنه عند هذه النقطة حثّ نابليون الدكتور يفان Yvan على أن يعطيه قِنّينة سم يحتفظ بها معه ليستخدم سمّها إذا أسره العدو أو لأي سبب آخر يجعله يود إنهاء حياته.
ووصل الفرنسيون كراسنو في ١٥ نوفمبر لكنهم لم يستطيعوا أن ينالوا قسطاً من الراحة، فقد كان كوتوزوف Kutuzov يقترب بقوات يفوق عددها قوات نابليون بشكل كبير، فأمر نابليون رجاله بمواصلة الطريق إلى أورشا Orsha، وقاد يوجين المسيرة ليحارب بين الحين والحين العصابات المسلحة التي تعترض الطريق، وتبعه الإمبراطور (نابليون) ودافو. ووصلوا أورشا بعد ثلاثة أيام أخرى من المشي على الجليد، وانتظروا هناك بقلق وصول ني Ney بالجزء الثالث من القوات الفرنسية.
وكان ني Ney هو نجم الجيش المتألق في هذا الوقت، كما كان في بورودينو Borodino. لقد قاد رجاله البالغ عددهم ٧،٠٠٠ رجل باعتباره حارساً لمؤخرة الجيش الفرنسي، وخاض اثنتي عشرة معركة لحماية الجيش الفرنسي في أثناء انسحابه من هجوم المغيرين من رجال كوتوزوف، ودخل هو ورجاله سمولنسك أخيراً في ١٥ نوفمبر وصُدِموا لاكتشافهم قلة الطعام الذي تركه نابليون وديفو عند مغادرة المدينة، فأسرع برجاله رغبة في البقاء على قيد الحياة إلى كراسنو، فلم يجدوا نابليون كما سبق أن وعدهم وإنما وجدوا كوتوزوف الذي سد طريقهم بنيران مدفعيته المهلكة، وفي جُنح الليل (١٨ - ١٩ نوفمبر) قاد ني Ney جنوده على طول مجرى متجمد إلى نهر دنيبر Dnieper وعبره وتكبد في أثناء عبوره خسارة في بعض رجاله وخيوله وراح يحارب في أثناء مسيرته القوزاق كما حاربهم فوق المستنقعات المتجمدة ليصل إلى أورشا في ٢٠ نوفمبر، وهنالك رحَّب نابليون والجيشان المنتظران بالأبطال الجائعين بالمديح وبالطعام. وعانق نابليون جنراله ني Ney وأطلق عليه (أشجع الشجعان) وفي وقت لاحق قال نابليون: إن لدي أربعمائة مليون قطعة ذهبية في أقبية التوليري، ويسعدني أن أعطيها جميعاً لمن يمكنني من رؤية المارشال ني Ney مرة أخرى.
وليُبعد الفرنسيون عنهم جموع كوتوزوف الأبطأ، أسرعوا طوال أربعة أيام ليواجهوا