العقبة التالية - نهر بيريزينا Berezina. وعندما وصلوه (٢٥ نوفمبر) وجدوا أن الجنرال الروسي شيخاجوف Chichagov كان قد وصل من الجنوب على رأس ٢٤،٠٠٠ مقاتل كما علموا أن قوة روسية أخرى مؤلفة من ٣٤،٠٠٠ من الجنود الأشداء بقيادة المارشال لودفيج وتجنشتين Wittgenstein كانت تسرع قادمة من الشمال لحصر الفرنسيين بين نارين عندما يكونون - أي الفرنسيون - في حالة فوضى فييأس قائدهم من إنقاذهم من الدمار.
لكن الأخبار لم تكن كلها سيئة إذ سرعان ما علم نابليون أن قوتين مواليتين له قد هبتا لنجدته. فرقة عسكرية بولندية بقيادة الجنرال جان هنريك دومبروفسكو Dombrowski استطاعت - رغم أن عدد جنودها ثلث قوات شيخاجوف Chichagov - مواجهة هذه القوات وتأخير التقدم الروسي، وفي ٢٣ نوفمبر فاجأت قوات فرنسية من ٨،٠٠٠ رجل بقيادة المارشال أودينو Oudinot - الجنرال الروسي شيخاجوف واستولت على إحدى كتائبه وأجبروا الباقين على الفرار عبر جسر على بوريسوف Borisov ناحية الشاطئ الأيمن (الغربي) لنهر بيريزينا Berezina. وعلى أية حال فقد حطّم الروس الجسر وهو الجسر الوحيد الذي يمكن بواسطته اجتياز النهر في هذا الموقع.
ووصلت أخبار هذه العمليات إلى نابليون بينما جيشه الخائف يقترب من المجرى الذي يأملون أن يؤخّر ملاحقة كوتوزوف Kutuzov لهم (كانت قوات نابليون الآن ٢٥،٠٠٠ جندي و ٢٤،٠٠٠ من غير المقاتلين) كما كان نابليون قد فقد أيضاً عدداً من رجاله هربوا أو مرضوا أو ماتوا. لم يبق معه سوى ٢٧،٠٠٠ من ٩٧،٠٠٠ كانوا معه عند خروجه من كالوجا، والآن بقي أربعون ميلا خلف مؤخرة جيش نابليون. لازال هناك وقت لعبور النهر إذا كان من الممكن عبوره.
واستعاد نابليون الأمل فأرسل فصيلا بقيادة المارشال فيكتور Victor للاتجاه شمالاً وإيقاف ويتجنشتين Wittgenstein وفصيلاً آخر بقيادة ني Ney للانضمام إلى أودينو Oudiont في منع شيخاروف من معاودة عبور النهر. وكان نابليون منذ عبور النيمن قد احتفظ معه بالمهندسين الذين كانوا قد أقاموا الجسور هناك في شهر يونيو، والآن طلب منهم أن يجدوا بقعة على نهر بيريزينا يمكن أن يقيموا عليها جسرين طوّافين، فأخبروه