بصبر يوماً بعد يوم إلى ضفاف نهر الألب Elbe وراح ينتظر أوامر متبنيه (نابليون).
ركب نابليون من سمورجوني في أوّل عربة من عربات ثلاث، وكانت كل عربة منها موضوعة على مركبة جليد يجرها حصانان، وكانت إحدى العربات تحمل أصدقاء الإمبراطور ومساعديه وأخرى تحمل حرسا بولنديا من حملة الرماح. لقد ركب نابليون مع كولينكور الذي كان ينظم مسألة تبديل الخيل، ومع الجنرال فونسوفيتش Wonsowicz المترجم الذي عَهِد إليه نابليون بمسدَّسيه قائلاً: "إن حدث خطر حقيقي اقتلني ولا تجعل العدو يأسرني" ومخافة أن يتعرّض للاغتيال أو الأسر، تنكرَّ في لباس كولينكور، بينما ارتدى كولينكور ملابس نابليون. وقد تذكر كولينكور في وقت لاحق ما حدث، إذ قال:"في أثناء مرورنا ببولندا، كنت أنا دائماً المسافر المميّز، وكان الإمبراطور - ببساطة - هو سكرتيري".
لقد واصل الركب طريقه إلى باريس دون توقف ليلاً أو نهاراً، وكانت أطول فترة توقَّف فيها نابليون ومن معه هي فترة التوقف في وارسو (فرسافا) حيث أدهش نابليون الممثل الفرنسي في بولندا بقوله الذي صار مثلاً: "بين الذروة والقاع خطوة واحدة". وأراد أن يقوم بزيارة أخرى للكونتيسة فالفسكا Walewska لكن كولينكور نصحه بالعدول عن هذه الزيارة، ربما بتذكيره أن حماه هو أيضاً إمبراطور. وفي أثناء الركوب من وارسو إلى دريسدن راح الإمبراطور (نابليون) فيما يقول كولينكور "يمتدح الإمبراطورة ماري لويز باستمرار متحدثاً عن حياته الأسرية بمشاعر طيبة وبساطة يسعدُ المرءُ بسماعها".
وفي دريسدن أراح نابليون وكولينكور مركبة الجليد والحرس البولندي، وانتقلا إلى عربة السفير الفرنسي المغلقة. ووصلوا إلى باريس في وقت متأخر من يوم ١٨ ديسمبر بعد ثلاثة عشر يوماً من سفر كاد يكون بلا توقف. وذهب نابليون مباشرة إلى قصر التوليري وعرَّف حرس القصر بنفسه وأرسل يُعلم زوجته بوصوله وقبل منتصف الليل تماما اندفع إلى غرفة نوم الإمبراطورة وضمها بين ذراعيه. وأرسل حامل الرسائل إلى جوزيفين يطمئنها أن ابنها بخير وأدفأ قلبه بنظرة إلى ابنه ذي الشعر الجَعْد الذي كان قد أسماه ملك روما.