جعل الآن جيشه المكوّن من ٢٥،٠٠٠ مقاتل في خدمة قضيتهم. وأتى معه مورو Moreau الذي كان قد اُتِّهمَ بارتباطه بمتآمرين لقتل نابليون وسُمِحَ له بالهجرة إلى أمريكا. لقد عاد الآن ليعرض خدماته على الحلفاء باعتباره يعرف أسرار إستراتيجية نابليون. لقد ركّز على قاعدة واحدة: تجنبّوا المعركة إذا كان نابليون يقودها، واسعوا إليها (المعركة) عندما يكون بعيداً. وكان الحلفاء أكثر سعادة بلورد كاثكار Cathcart الذي قدم لهم في ١٥ يونيو إعانة مالية مقدارها أربعة ملايين جنيه على ألاَّ يعقدوا سلاماً مع نابليون دون موافقة انجلترا.
وفي ٢٧ يونيو قبل المتحالفون ضد نابليون وساطة النمسا واتفقوا على أن يرسل الأطراف الثلاثة مفاوضين إلى براغ لترتيب شروط السلام. وأرسل نابليون كلا من ناربون Narbonne وكولينكور على أمل أن يكون اطمئنان إسكندر إلى كولنيكور (الذي جعل نابليون معه ناربون لمراقبته) سبباً للوصول إلى نتائج مواتية. وعلى كل حال فإن الشروط التي قُدّمت لنابليون من خلال كولينكور وميترنيخ كانت راجعة في رأيه إلى هزيمته (السابقة) في روسيا وبولندا وإلى الثورة البروسية ضده.
لقد طُلب منه أن يُسلِّم المناطق التي استولى عليها من بروسيا، وأن يترك كل دعاويه في دوقية، والدول - المدن الهانسياتية Hanseatic وبوميرانيا Pomerania وهانوفر وإيليريا Illyria وكونفدرالية الرّاين. وأنه يمكنه العودة إلى فرنسا ليحتفظ بحدودها الطبيعية وبعرشه وبأسرته الحاكمة لا يتحداها أحد. لكن كان هناك عيب خطير في هذه الاقتراحات: لإنجلترا الحق في إضافة مطالب أخرى، وأن المتحالفين ضد نابليون لن يُوقِّعوا سلاماً مع نابليون دون موافقة إنجلترا.
وأرسل نابليون إلى براغ طالباً تأكيداً رسمياً لهذه الشروط، فلم يصله هذا التأكيد إلا في ٩ أغسطس مع تحذير من ميترنيخ أن الهدنة ستنتهي في منتصف ليلة العاشر من أغسطس، وسينفض مؤتمر الحلفاء في هذا الوقت أيضاً ولابد أن تصل موافقة نابليون قبل هذا التاريخ. وأرسل نابليون موافقة مشروطة لم تصل إلى براغ حتى إعلان ميترنيخ انتهاء الهدنة وفضّ المؤتمر. وفي ١١ أغسطس انضمت النمسا إلى الحلف المضاد لفرنسا، واستُؤنفت الحرب.