الإيطاليين. وغادر نابليون - نفسه - دريسدن في ١٨ مايو آملاً أن يحقق نصراً أكثر حسماً على المتحالفين ضده الذين أعادوا تنظيم أنفسهم في بوتزن Bautzen إلى الشرق من دريسدن بثلاثين ميلاً، فأرسل قائده ني Ney ليتقدم في نصف دائرة مُلتفاً حول العدو مهاجماً إياه من المؤخرة، بينما هو نفسه (نابليون) يقود الجيش الرئيسي ليشن هجوماً على مقدمة العدو، وتأخر ني Ney فلم يستطع منع الحلفاء الذين هزمهم نابليون من التراجع إلى سيليزيا Silesia بعد أن فقدوا ١٥،٠٠٠ مقاتل. وتقدم نابليون إلى الأودر Oder وضم جنود الحامية الفرنسية في جلوجاو Glogau إلى جيشه. لقد كتب أحد المهاجرين الفرنسيين (الذين تركوا فرنسا عقب أحداث الثورة الفرنسية) واسمه روجر دي داماس Roger de Damas معبراً عن غضبه: "إن الإمبراطورية الفرنسية قد حلت بها نكبة ومع هذا فقد خرجت منتصرة".
وفي هذه اللحظة وبينما كان نابليون يتحرك على طول الأودر ويضم حاميات فرنسية أخرى إلى جيشه، استمع نابليون إلى عرض ميترنيخ بتوسط النمسا لترتيب سلام بين القوى المتحاربة. وحثّه بيرثييه Berthier باسم الجنرالات، وكولينكور Caulaincourt باسم الدبلوماسيين على القبول خوفاً من حرب طويلة مع حلفاء متحدين لهم موارد لا تنفد، بينما فرنسا منقسمة مستنزفة، وأحس نابليون بمؤامرة (فخ) لكنه كان يأمل في أن عقد هدنة سيتيح له وقتاً لتجنيد مزيد من الجنود وتعزيز سلاح الفرسان في جيشه، كما خشي من أن رفضه عرض ميترنيخ قد يؤدي إلى انضمام النمسا إلى المتحالفين ضده. وتم ترتيب أمور الهدنة في بلايسفيتز (بلايسفيتس Pleisswitz) (٤ يونيو) وكانت هذه الهدنة لمدة شهرين ثم مُدّت في وقت لاحق إلى ١٠ أغسطس.
وسحب نابليون قواته إلى دريسدن وأصدر توجيهاته باستكمال كتائبه واتجه إلى مينز Mainz ليقضي بعض الوقت مع ماري لويز فربما تستطيع أن تحث أباها على مواصلة تحالفه مع فرنسا، ذلك التحالف الذي كانت هي ضمانه. وفي هذه الأثناء راح ميترنيخ يزيد عدد الجيش النمساوي ويقوّيه بالمعدّات اللازمة متظاهراً بأن ذلك العمل موجه ضد أعداء نابليون (المتحالفين).
واستفاد المتحالفون ضد نابليون من الهدنة. لقد رحبوا ببيرنادوت Bernadotte الذي