روسي وبروسي ونمساوي وإنجليزي، كما صحبته حامية فرنسية صغيرة لحمايته. لقد كان في حاجة إلى حماية في أثناء مروره في بروفانس Provence حيث كان السكان كاثوليك متعصبين كما كانوا موالين للملكية على نحوٍ ما فراحوا يوجهون له الإهانة في أثناء مروره. وفي أورجون Orgon بالقرب من آرل Arles رأي تمثاله مشنوقاً، وهدّدته الجماهير، وأمرته أن يقول:"عاش الملك"، فامتثل للأمر تماماً كما سبق للثوار أن أجبروا لويس السادس عشر على الهتاف للثورة.
وبعد ذلك تنكَّر بارتدائه حلّه رسمية وعباءة قدمهما له الضباط النمساويون والروس. وارتفعت روحه المعنوية في ٢٦ أبريل عندما وجد أخته بولين Pauline في انتظاره في لي لوس Le Lus. لقد تركت الريفيرا Riviera الفرنسية وتخلت عن دعوة إلى روما، ومكثت في بيت ريفي صغير وكتبت إلى فيليس باكيوشي Felice Bacciocchi: " إن الإمبراطور سرعان ما سيمر من هنا وأنا راغبة في رؤيته لأعبر له عن عواطفي، فأنا لم أكن أحبه كإمبراطور وإنما لأنه أخي"، ورفضت أن تعانقه وهو متنكر، فأزاح عن نفسه ملابس التنكر وراح ينعم بإخلاصها ووفائها طوال أربع ساعات.
وفي ٢٧ من الشهر نفسه واصل الطريق إلى فريجو Frejus وهناك (في ٢٨ أبريل) حيّته السفينة البريطانية (أندونتد Undaunted - ومعناها الشجاع أو الجسور) بإطلاق إحدى وعشرين طلقة من مدافعها، وأبحر قاصداً إلبا، وحاول طوال الأشهر التسعة التالية أن يتعامل مع هذا السلام الذي اتسمت شروطه بالسذاجة.