يتوسّل إليها أن تُلين عريكة والدها، ومن الظاهر أن الرسالة لم تصل إليها. وفي ٢٥ مارس أعلن الحلفاء أنهم لن يشنوا الحرب على فرنسا ولكنهم لن يُبرموا أبداً سلاماً مع نابليون بونابرت مخافة أن يقود فرنسا ثانية - راغبةً أو غير راغبةٍ - في حرب أخرى تزعزع مؤسسات النظام الأوربي.
لم تكن فرنسا موحّدة بأية حال في مواجهة حلفاء متحدين. لقد ظل فيها آلافُ الملكيين للدفاع عن قضية الملك الغائب (لويس ١٨) وتنظيم دفاعاتهم وفي ٢٢ مارس رحب مئات من الملكيين بالملك (لويس ١٨) عند وصوله إلى ليل Lille هاربا من باريس وحزنوا عندما تركهم مواصلا طريقه إلى جنت Ghent ليكون مرة أخرى تحت حماية القوات الإنجليزية - وفي الجنوب الفرنسي كان الملكيون أقوياء قوَّة تمكنهم من إحكام السيطرة على بوردو Bordeaux ومرسيليا. وفي الغرب الفرنسي هب إقليم فندي الكاثوليكي شديد التمسك بكاثوليكيته، هب مرَّة أخرى حاملا السلاح ضد نابليون الذي كانوا يعتبرونه ملحداً اضطهد باباهم، وتحالف مع قاتلي الملك، وكان حليفا لليعاقبة crypto-Jacobin في السر كما كان مدافعا عنيدا عن الاستيلاء على أموال الكنيسة. وفي مايو سنة ١٨١٥ أرسل نابليون ٢٠،٠٠٠ مقاتل لقمع هذا العصيان المسلح في إقليم الفندي Vendee، لكنه في وقت لاحق راح يندم على ذلك فلو أن هذا العدد من الجنود (٢٠،٠٠٠) قد انضم إليه في معركة واترلو فربما كان قد ربحها.
وفي مواجهة أعدائه داخل فرنسا قد يجد بعض عناصر الدّعْم العام لم تكن كلها متمشية مع آرائه وطبيعته، وكان الجيش هو الأكثر توافقاً معه، ذلك الجيش الذي كان مخلصا له (فيما خلا القوات الموجودة في بوردو Bordeaux والفندي) باعتباره مخطط النصر والمكافئ عليه. وكانت الشرائح الدنيا من الأمة الفرنسية - الفلاحون والبروليتاريا وجماهير المدن - على استعداد لإتباع قيادته لكنها - أي هذه الشرائح - كانت تأمل أن يتمكن من تجنّب الحرب، كما أنهم لم يعودوا يعبدونه عبادة تجعله متكبراً طائشا. ولازال هناك كثير من اليعاقبة في المدن راغبين في نسيان عداوته لهم إذا ما أعلن ولاءه للثورة. وقد قبل تأييدهم له لكنه لم يتعهّد بالانضمام إليهم في حربهم ضد التجّار ورجال الدين.