الإمبراطورية في عربة تتويجه التي تجرها خيول أربعة يسبقه إخوته كأمراء للإمبراطورية. ولم تكن الجموع سعيدة بهذا العبق الآتي من مَاضٍ مات. ماذا جرى للدستور الجديد؟
لقد قابلته الأمة ببعض التشكّك وكثير من عدم الاهتمام فقد كان من الجلى أن كثيرين تشكّكوا في إخلاصه وإمكان استمراره، بل إن نابليون نفسه أبدى شواهد متناقضة. لقد شعر فيما يقول لا كاس Las Cases أنّ الشكّ في إخلاصه ليس له ما يبرّره:
"لقد عُدت من جزيرة إلبا رجلا جديدا". إنهم لا يستطيعون تصديق هذا. إنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أن المرء قد يكون لديه من قوة العقل والنفس ما يمكنه من تغيير شخصيته أو ما يمكنه من الانحناء أمام قوة الظروف. وعلى أية حال فإن لدي ما يثبت هذا وهناك آخرون يخضعون للتأثير نفسه. من يجهل أنني لست رجلا ناقص التدبير؟ إنه يمكنني أن أكون مخلصا للملكية الدستورية والسلام تماما كما كنت مخلصا للحكم المطلق والمشروعات (التوسعية) الكبرى".
لكن جورجو Gourgaud وهو مخلص لنابليون، كما عادة ما يكون محل ثقة (في رواياته) نقل عن نابليون قوله:
لقد كنت مخطئا في إضاعة وقت ثمين في مسألة الدستور، فلم هذا ما دامت نيتي قد انعقدت على إزاحتهم جميعا (النوَّاب) حالما أُحقّق النصر؟.
لقد كان قد خطط ألاّ يدعو المجلسيْن للانعقاد إلاَّ بعد المعركة حين قد يأيتهم مُكلَّلاً بنصرٍ مُقْنِع. لكن لافاييت Lafayette الذي كان قد خرج من مكان اعتزاله وقد بلغ الثامنة والخمسين من عمره، ليلعب دورا في هذه الدراما (الأحداث)، فقد أحرّ على عقد اجتماع لمجلس النوَّاب قبل مغادرة نابليون للانضمام إلى جنوده. وأذعن نابليون واجتمع المجلس في ٣ يونيو، وسرعان ما أبدى المجلس ما يشير إلى اتجاهه إذ انتخب لرئاسته الكونت جان - دينيس - لانجواني Jean-Denis Lanjuinais عدو الإمبراطور اللدود. وفي ٧ يونيو ذهب نابليون في زى بسيط إلى قصر البوربون، وخاطب المجلسين المجتمعْين معا بتواضع طالب أن يُقسم كل عضو للالتزام بالدستور والإخلاص للإمبراطور.
وفي ١٢ يونيو، في نحو الساعة الثالثة صباحا غادر نابليون باريس - وأهلها نيام - قاصداً الجبهة.