للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الهزيمة وقف المارشال ني Ney مذهولا بلا حصان، وقد اسودّ وجهه بالبارود وتمزقت ثيابه العسكرية، وسيفه مكسور في يده، هذا السيف الذي طالما حقق به النصر. كان هذا هو وضع ني Ney بطل الأبطال في واترلو،. لقد انضم هو ونابليون إلى أربعين ألف فرنسي يندفعون في الطرقات والحقول إلى جيناب Gennape وإلى كاتر - برا وإلى شارلروي Charleroi ومن ثم عبروا بكل وسيلة متاحة نهر سامبر Sambre إلى فرنسا. لقد ترك الفرنسيون في ميدان المعركة ٢٥.٠٠٠ ما بين قتيل وجريح و ٨،٠٠٠ أسير، وفقد ولينجتون ١٥،٠٠٠ وفقد بلوخر ٧،٠٠٠. والتقى المنتصران (ولينجتون وبلوخر) في الطريق بالقرب من لا بِل أليانس La Belle Alliance وتبادلا القبلات فرحاً بالنصر. وترك ولينجتون مهمة ملاحقة الفرنسيين للبروس المتحمسين.

وبلوخر أيضا كان كبير السن بدرجة لا تسمح له بالمطاردة، فترك هذه المهمّة لجنايسناو Gneisenau في جيناب التي أرسل منها خطابا لزوجته: "بالتنسيق مع صديقي ولينجتون أبدنا جيش نابليون". لكنه كتب أيضا لصديقه كنيزبك Knesebeck: " لقد اضطربت كل أعضائي، فقد بذلنا جهودا مُضنية".

أما ولينجتون فقد بَسَط الأمر أمام لورد أكسبردج Uxbridge بطريقة حماسية: "لقد وجهنا لنابليون ضربة حاسمة فليس أمامه إلاّ أن يشنق نفسه".

وفي أثناء الانسحاب انضم نابليون إلى كتيبة أكثر انضباطا من غيرها، وترجّل وسار على قدميه مع الآخرين. وبكى لضياع جيشه، وحزن لأنه لم يَلْق حتفه.