Laon. وتردّد ولينجتون Wellington الذي أُضير جيشه ضررا شديدا في الانضمام إلى البروسي المندفع لكنه سرعان ما كان على الطريق نفسه (إلى باريس) متجنبا المرور بلون Loan، وفي الفترة نفسها (٢٢ - ٢٥ يونيو) كانت جيوش النمسا وبافاريا Bavaria وفيرتمبرج Wurttemberg تعبر نهر الراين في طريقها إلى باريس. إن التاريخ يُعيد نفسه.
وقرر مجلس النواب بعد مناقشات حامية أن مقاومة القوات المتحالفة مسألة غير عملية وأن الأعضاء سيصرّون على اعتزال نابليون. وعمل فوشيه Fouche بأساليبه الحاذقة على ضمان هذا الاعتزال، وكان فوشيه قد تنبأ قبل واترلو أن الإمبراطور سينتصر في معركة أو معركتين لكنه سيُهزم في الثالثة وعندها سيبدأ دورنا لكن فوشيه لم ينتظر طويلا، لقد اندفع لوسيا Lucien - أخو نابليون - إلى المجلس Chamber طالبا التريّث فعارضه فوشيه وتساءل لافَايِيت Lafayette:
ألم يستهلك نابليون ما يكفي من الحيوات؟ (جمع حياة). لقد فشل لوسيا الآن فيما كان قد نجح فيه في سنة ١٧٩٩، ولكنه نصح نابليون أن يُطيح بالمجلسين بالقوة، فرفض نابليون. لقد كانت المعركة قد استنفدت قواه، وكانت الهزيمة قد أضعفت من إرادته لكنها أنارت بصيرته، وبينما كانت الجماهير تهتف حول القصر "عاش الإمبراطور"، راح يُملي على أخيه لوسيا في ٢٢ يونيو ١٨١٥ صيغة اعتزاله للمرة الثانية موجها إيّاه للمجلسين:
"لقد عملت على إعادة توحيد كل الجهود .. وموافقة كل الأجهزة في الحكم في بداية الحرب التي كان هدفها تحقيق استقلال الأمة، لكن الظروف تبدو لي وقد تغيرت … إنني أقدم نفسي فداء (أضحية) لمواجهة كراهية أعداء فرنسا. ربما كانوا صادقين في إعلاناتهم من أنهم حقيقة لا يريدون إلاّ الخلاص منّي. اتحدوا جميعا لتحقيق السلامة العامة ومن أجل ما بقي من استقلال إرادتنا .. إنني أعلن تنصيب ابني باسم نابليون الثاني".
ووافق كل الوزراء على هذا التنازل ما عدا كارنو Carnot فقد بكى، أما فوشيه فقد غمرته السعادة.
وقبل المجلسان هذا التنازل متجاهلين تعيين ابنه ذي الأعوام الأربعة (وكان وقتها في فينا) كخَلَف له، واختار المجلسان خمسة من أعضائها " فوشيه وكارنو Carnot، وكولينكور، وجرينييه Grenier