وقد أبحر جوزيف نفسه في وقت لاحق على إحدى الفرقاطتين إلى أمريكا. لقد نسي نابليون خمسة عشر عاما من الحرب، وراح الآن يعزف على أنغام الهوى مع إنجلترا مؤمّلا أنه إذا سلّم نفسه لها فقد تعامله كأسير مُميّز وتسمح له بقطعة أرض متواضعة ليعيش فيها كمالك - بسلام. وفي ١٠ يوليو أرسل لا كاس Las Cases وسافاري Savary (دوق روفيجو Rovigo) ليطلب من القبطان فريدريك ميتلاند Maitland على ظهر السفينة بيلروفون Bellerophon التابعة للتاج البريطاني عما إذا كان قد تلقى أية جوازات سفر (تصاريح سفر) باسم نابليون يتوجه بمقتضاها إلى أمريكا. ولم يكن لدي القبطان بطبيعة الحال مثل هذه الجوازات. عندئذٍ سأله لا كاس عما إذا سلّم نابليون نفسه للبريطانيين فهل يتوقع أن يعامله الإنجليز بالكرم المعروف عنهم، فأجاب ميتلاند:"أنه يسعده أن يستقبل نابليون ويأخذه إلى إنجلترا". لكنه - أي ميتلاند - غير مخوّل بتقديم أية وعود عن كيفية استقباله هناك.
وقبل هذا الحوار أو في أثنائه أو بعده تلقى القبطان ميتلاند من رئيسه - السير هنري هوتام Hotham نائب الأدميرال (الذي كان يطوف وقتها إزاء الساحل الشمالي الغربي لفرنسا) رسالة يُخبره فيها أن نابليون موجود في روشفور أو بالقرب منها وأنه ينوي العبور إلى أمريكا، وأضاف الأدميرال:"عليك أن تبذل قصارى جهدك لمنعه من الإبحار فوق الفرقاطات، … وإن أسعدك الحظ بالقبض عليه، ضعه تحت حراسة جيدة وتوجه به بأقصى سرعة إلى ميناء بريطاني".
وفي ١٤ يوليو أَوْ نحو هذا التاريخ تلقى نابليون تحذيرا من أن لويس الثامن عشر كان قد أمر الجنرال بونفور Bonnefours بالتوجه إلى روشفور للقبض عليه (على نابليون) وتحرك بونفور ببطء. لقد أصبح نابليون الآن ملزما بخيار من خيارات ثلاثة: إما أن يسلم نفسه للويس الثامن عشر الذي لديه كل الأسباب التي تجعله كارها له، أو أن يخاطر بالهرب محاولا الإفلات من الحصار البريطاني أو أن يسلم نفسه للقبطان ميتلاند على أمل أن يحظى بمعاملة كريمة من بريطانيا. واختار نابليون الطريق الثالث، ففي ١٤ يوليو كتب للوصي على العرش الذي كان يحكم بريطانيا آنئذ: