للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا صاحب السمو الملكي

"نظراً للفُرقة (الشقاق) التي استنزفت بلادي، واختلاف القوى الكبرى في أوربا قررت أن أنهي كل عمل لي في مجال السياسة وإنني آت - مثل تيميستوكل Themistocles - لأقيم في بيت الشعب البريطاني لأنعم بالدفء بينه. إنني أضع نفسي تحت حماية قوانينكم التي أناشد سموكم الملكي باعتباركم أكثر أعدائي قوة وعزما وكرما أن تمنحوني حمايتها.

نابليون".

وعَهِد نابليون إلى جورجو بتسليم هذا الخطاب وطلب منه أن يحصل على إذن لتوصيل الخطاب في القارب التالي. وقد وافق ميتلاند لكن القارب الذي استقل جورجو قد تم احتجازه طويلا في الحجر الصحي، وليس هناك ما يشير إلى أن هذا الخطاب قد وصل إلى الوصي على العرش.

وفي ١٥ يوليو وُضع نابليون ورفاقه على متن السفينة البريطانية بيلروفون Bellerophon، واستسلموا طائعين لبريطانيا العظمى. قال نابليون لميتلاند: "لقد أتيتُ على متن سفينتك لأضع نفسي تحت حماية القوانين الإنجليزية".

وقد استقبلهم القبطان بمودّة ووافق على نقلهم إلى إنجلترا ولم يقل لهم شيئا عن رسالة الأدميرال هوثام Hotham لكنه حذّر نابليون من أنه لا يضمن أن يتم استقباله بود في إنجلترا. وفي ١٦ يوليو أبحرت السفينة بيلروفون قاصدة إنجلترا وفي وقت لاحق أبدى ميتلاند ملاحظة طيبه عن أسيره الكبير:

"لقد كانت طباعة دَمثة تماما. لقد كان يشارك في كل مناقشة، ويروي كثيرا من النوادر، ويسلك كل السبل ليجعل الجوّ فَكِهاً مِرَحا. وكان مؤتلفاً بشكل كبير جدا مع كل من معه .. رغم أنهم كانوا يعاملونه بكثير من الاحترام. وكان يملك - بشكل مدهش - القدرة على إحداث تأثير محبّب على من يناقشونه".

وكان طاقم السفينة مبتهجاً وعامله بأقصى درجات الاحترام. وفي ٢٤ يوليو وصلت السفينة بيلروفون إلى خليج تور Tor Bay وهو خليج صغير في القنال الإنجليزي على ساحل