ديفونشير Devonshire وسرعان ما تمركزت فرقاطتان مسلحتان عند الجانب الآخر للسفينة. لقد أصبح من الواضح أن نابليون قد غدا أسيرا، وأتى الأدميرال الفيسكونت (النبيل) كيث Viscount Keith فوق سطح السفينة وحيّاه بمودّة متسمة بالبساطة: وبعد ذلك قال جورجو لنابليون إنه لم يستطع تسليم خطابه (خطاب نابليون) للوصي البريطاني على العرش، لكنه كان مضطراً لتسليمه إلى كيث الذي لم يعره اهتماما. وأمر كيث القبطانَ ميتلاند أن يتجه بسفينته إلى بلايموث Plymouth على بعد ثلاثين ميلا حيث ظلت السفينة هناك حتى الخامس من أغسطس. وفي هذه الفترة أصبحت محط حب استطلاع البريطانيين. لقد ركب الرجال والنساء من كل أنحاء جنوب إنجلترا إلى بلايموث وازدحموا في القوارب ليروا الغول الإمبراطوري وهو يمشي الفترة المقررة له يوميا فوق متن السفينة.
وأمضت الحكومة البريطانية أياما لتقرر ما تصنعه معه. وكان الرأي السّائد هو معاملته كشخص خارج على القانون على وفق ما سبق للحلفاء أن أعلنوه رسميا وباعتباره شخصا خرق اتفاق فونتينبلو المتساهِل معه، فأجبر أوربا على حرب أخرى معه كلفتها كثيرا من الأرواح والأموال. من الواضح أنه يستحق الموت، فإن سُجن فقط لكان ممتنا، لكن إن كان لا مناص من سجنه فليكن بحيث لا يهرب ليحارب مرة أخرى. وربما كان يستحق بعض الرحمة لتسليم نفسه طوعا فوقى الحلفاء مزيدا من المتاعب، لكن هذه الرحمة لا يجب أن تدع له طريقاً للهرب، وعلى هذا أمرت الحكومة البريطانية الأدميرال كيث أن يخبر الأسير (السجين) أنه عليه أن يقيم من الآن فصاعدا في جزيرة سانت هيلينا على بعد نحو ١٢٠٠ ميل من غرب إفريقية.
إنها جزيرة بعيدة، لكن كان لابد أن يختاروا له مكانا بعيدا، كما أن بُعدها قد يُريح السجين (نابليون) والمتحفّظين عليه مما تتطلبه المراقبة عن قرب من صرامة. وتناقش حلفاء بريطانيا ووافقوا على هذا الحكم مع احتفاظهم بحق إرسال مندوبين عنهم للجزيرة للمشاركة في الإشراف عليه (مراقبته) وكاد نابليون ينهار عندما علم أنه قد حُكم عليه بما اعتبره موتا رغم أنه يتنفّس، فاعترض بشدة لكنه استسلم عندما رأى أنه لا جدوى من ذلك. ومُنِح عدة مزايا، فقد سُمِح له باختيار من يرغب من أصدقائه ليصاحبوه، فذكر الجنرال بيرتران المارشال الكبير في القصر والكونت دي مونثولو،