يبحث لهم عن مقر إقامة مؤقت حتى ينتهي العمل في البيت الكبير الذي كانت الحكومة البريطانية قد اختارته ليقيموا فيه معا. فبالنسبة إلى نابليون ولا كاس Las Cases وابنه وجد الأدميرال مكانا باعثا على المسرّة البريار Briars ظن مالكه (وليم بالكومب Balcombe) أن استضافته للإمبراطور (نابليون) ستكون أمراً شائقا. وكان لمالك هذا البيت ابنتان إحداهما في السادسة عشرة والأخرى في الرابعة عشرة، أبهجتا البيت، فقد كانتا تتحدثان قليلا من الفرنسية وتمثلان وتغنيان، وقد شُغفتا بنابليون حتى أن الصغيرة منهما بكت عندما أصبح عليه أن يغادر إلى البيت المشترك الذي أعدته الحكومة البريطانية لإقامته ومن معه، وكانت يطلق عليه بيت لونجوود Longwood.
لقد كان هذا البيت المشترك لونجوود بيتا ريفيا قديما على بعد نحو ستة أميال من جيمستون. وكانت غرفه الكثيرة بسيطة لكنها مؤثّثة بشكل كاف. وعلى وفق الخطة الممتازة التي وضعها لاكاس Las Cases يكون من نصيب نابليون ست غرف: غرفة انتظار واسعة للزوار وحجرة مؤدية إليها وردهة وغرفة نوم وغرفة دراسة ومكتبة وغرفة طعام واسعة. وكانت الجدران مغطاة من الداخل بكانافا canvas مشبعة بالقار، وكانت طريقة تغطيتها أنيقة، وكان هناك نوافذ كثيرة.
وقبل نابليون هذا دون شكوى مبدئياً، بل إنه كان سعيداً بالحمّام الذي وصفه بأنه فخم مترف بطريقة لم يُسمع عنها في هذه الجزيرة البائسة وقد ذكر لا كاس أن الإمبراطور كان راضيا عن كل شيء. أما الجناح الآخر من الغرف المشيّدة فقد هيِّئت لكل من لا كاس وابنه والكونت دي مونثولو Montholon والكونتيسة دي مونثولو، والجنرال جورجو، والدكتور أوميرا O'Meara طبيب نابليون. وتم إعداد غرف كبيرة عامة لخدم نابليون وخدم الآخرين. أما الجنرال بيرتران Bertrand وزوجته وخدمهما فقد أقاموا في بيت صغير في الطريق إلى جيمستون.
وكان لنابليون حرية الحركة - على قدميه أو راكباً حصانا أو في عربته في حدود دائرة نصف قطرها خمسة أميال من البيت الذي يُقيم فيه، لكن كان لابد أن يخضع لمراقبة الجنود الإنجليز إذا ما خرج من هضبة لونجوود (الهضبة التي فيها بيت لونجوود الذي يقيم فيه،