للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نشرها. وقد تمّ فك رموزها وتم نشرها (١٩٤٩ - ١٩٥٩) بعد قرن من وفاته؛ وقد دفن في سرداب مقبرة المحاربين القدماء بجانب رفات نابليون.

ويكاد يضارعه في إخلاصه لنابليون الجراح الأيرلندي بري أوميرا Barry O'Meara (١٧٨٦ - ١٨٣٦) . لقد كان - باعتباره طبيبا على متن السفينة نورثمبرلاند Northumberland - يعود نابليون ويتحدث معه بالفرنسية والإيطالية، وكان متفقا معه إلى حد ما في آرائه عن الأطباء، وارتبط به ارتباطا شديدا حتى إنه طلب الإذن من الحكومة البريطانية أن يظل يرعى نابليون طبيا في سانت هيلينا، فوافقت الحكومة على ذلك.

ولم يكن السير هدسون لو موافقا على هذه العلاقة الحميمة بين الطبيب البريطاني والمجرم الفرنسي (نابليون) وشك في أن الطبيب أوميرا يشارك في خطة لتمكين نابليون من الهرب، وأصر (أي الحاكم) على تعيين جندي ليصحب هذا الطبيب الجراح أينما ذهب فاعترض أوميرا، فعمل (لو) على أن يتم استدعاؤه إلى بريطانيا (يوليو ١٨١٨) وفي سنة ١٨٢٢ نشر أوميرا كتابه (نابليون في المنفى أو نداء من سانت هيلينا،) وهو دفاع مشبوب بالعاطفة يطالب فيه بمعاملة أفضل للإمبراطور الذي سقط. وحقق هذا الكتاب ذو المجلدين مبيعات كبيرة فبدأت موجة من التعاطف البريطاني مع نابليون. ويحتوي الكتاب على بعض الأخطاء لكن لا كاس دافع عن رواية أوميرا، وكان كل المحيطين بنابليون يكنون لأوميرا احتراما كبيرا كطبيب وكإنسان مهذب (جنتلمان).

أما إخلاص الكونت إمانويل - أوجسطين - ديودونيه دي لا كاس Emmanuel-Augustin-Dieudonne de Las Cases (١٧٦٦ - ١٨٤٢) والأحداث الكثيرة التي شهدها وكتابه متعدد المجلدات عن ذكريات سانت هيلينا Memorial de Sainte - Helena - فتجعله في المقام الثاني بعد نابليون ولو Lowe في النزاع الشخصي الذي جرى في الجزيرة. لقد كان نبيلا صغيرا (المقصود ليس من طبقة النبلاء العليا) حارب في جيش كونديه Conde ضد الثورة، وهاجر إلى إنجلترا وانضم إلى محاولة بعض المهاجرين (الذين تركوا فرنسا عِقب أحداث الثورة الفرنسية) لغزو فرنسا عند كويبرو Quiberon وفشلت المحاولة فعاد إلى إنجلترا وراح يكسب معيشته بتدريس التاريخ. ولقد وضع الأطلس التاريخي الذي