يأخذ معه مئات المجلدات في أثناء المعارك، ولقد أخذ معه مئات إلى واترلو (كان من بينها سبعون مجلدا لفولتير).
وكان قد جلب معه إلى سانت هيلينا ٤٠٠ كتاب من فرنسا، وعند توقف السفينة نورثمبرلاند في ماديرا Madeira أرسل طلباً للحكومة البريطانية طالباً عدداً من الكتب التعليمية وصلته في يونيو سنة ١٨١٦، ووصلته شحنة أخرى في العام التالي، وأرسل له السير هدسون لو بعض الكتب من مكتبته. وأصبح خبيرا في معارك الإسكندر الأكبر وهانيبعل Hannibal (هانيبال) وقيصر. وقرأ مرارا درامات كورنيل Corneille وراسين بل لقد كان يقرأهما بصوت عال أمام رفاقه ويوزّع عليهم الأدوار. وكان يحب الأدب الإنجليزي وجعل لا كاس يعلّمه المزيد من الإنجليزية ليتمكن من القراءة بها بل والحديث بها. ذكر جورجو:"أن الإمبراطور كان دَوْما يتحدث معي بالإنجليزية".
وكان لديه ميزة يتميز بها عن سائر مرافقيه في المنفى: لقد كان يستطيع أن يدمج الحاضر في الماضي بإعادة سرد تاريخ بلاده، وتاريخ نصف أوربا من سنة ١٧٩٦ إلى سنة ١٨١٥، وغالبا ما كان هذا من الذاكرة (كان التاريخ حاضراً في ذاكرته)، ومن وجهة نظر المشارك الرئيسي (في الحدث)، ولم يكن يطيق صبرا على الكتابة لكنه كان يستطيع أن يتحدث. ويبدو أن لا كاس هو الذي اقترح أنه (أي نابليون) بإملائه مذكراته لواحد أو آخر من حاشيته يعطي قيمة وتشويقا لكل يوم يمر. والآن قد لا يجد نابليون في قول دانتي حقيقة ينقصها الكمال:"ليس هناك أكثر مدعاة للألم من تذكر السعادة في أيام الشقاء"، فإن ذكريات الأيام السعيدة قد تخفف الأحزان الحالية وإن كانت تعمقها في الوقت نفسه. لقد هتف قائلا:
لقد كانت إمبراطورية جميلة! لقد كان هناك ٨٣ مليون إنسان تحت حكمي - آه إنهم نصف سكان أوربا.
ومن هنا فقد دشَّن دكتاتورية جديدة في السفينة نورثمبرلاند واستمر يمارسها على نحو أو آخر في سانت هيلينا طوال أربع سنوات. لقد بدأ بأن راح يعيد على لا كاس رواية معاركه الإيطالية في سنة ١٧٩٦ حيث أدت سرعته الحاسمة وانبهار أوربا إلى أن أصبح (أي نابليون) لازما لفرنسا لزوما لا فكاك منه. وعندما لم يصبح لا كاس موجودا بسبب حنق لو Low راح الإمبراطور يملي على جورجو، وبعد ذلك على مونثولو، وقليلا على بيرتران