جعله يتنبأ بالمستقبل وإن كان في بعض تنبؤاته جنوح عن الصواب.
"النظام الاستعماري … انتهى بالنسبة إلى الجميع، انتهى بالنسبة إلى إنجلترا التي تملك كل المستعمرات، وانتهى بالنسبة إلى القوى الأخرى". "سرعان ما سيطيح الشعب الفرنسي بعبودية البوربون". "سرعان ما ستواصل ألمانيا طريقه الذي بدأه هو (أي نابليون) نحو الوحدة". "سيكون القرن التاسع عشر قرن الثورات، فمبادئ الثورة الفرنسية - باستثناء بعض الإسفاف - ستنتصر في أمريكا وفرنسا وإنجلترا، ومن هذه الدول الثلاث سيغمر النورُ العالَم". "لقد انتهى النظام القديم، وثمة نظام جديد يقوّي من نفسه ولن يكونَ قبل حدوث اضطرابات عنيفة إن روسيا قوة ستتقدم مندفعة بالتأكيد، وبخطىً واسعة نحو الهيمنة العالمية". وإحدى تخميناته الخاطئة "إن السلطة الملكية في إنجلترا تزداد قوة يوميا .... إنها الآن تسير ولا يعوقها عائق نحو السيادة المطلقة"
وأخيرا عرض لنا سياسة ولخصها لنا بشكلٍ مُرْضٍ:
"لقد أغلقت خليج الأنارشية gulf of anarchy (المناداة بمبدأ القضاء على الحكومة) وطهرت الطريق من الفوضوية. لقد نقّيت الثورة ووقّرتُ الأُمم ورسخت أقدام الملوك. وضربت المثل وكنتُ القدوة ومددتُ حدود العظمة، وكافأت على كل تميّز .. إن الدكتاتورية كانت ضرورية بكل ما في كلمة الضرورة من معنى. ألن يُقال إنني قمعتُ الحرية؟ لقد كان هذا هو مستهل الحرية. ألن أتّهم أيضاً بأنني كنتُ مولعاً بالحرب ولعاً شديدا؟ لقد كنتُ أنا الذي أتلقّى الهجوم الأول. ألن يُقال إنني كنت أهدف إلى حُكم العالم كله (أن أتربّع على عرش العالم؟) إن أعدائي أنفسهم هم الذين قادوني خطوة بخطوة إلى هذا العزم. وأخيرا، أسوف أُلامُ على طموحي؟ لابد أن يُسمح لي بالطموح بلا شك، فطموحي هو أسمى وأنبل أنواع الطموح، بل وربما أسمى وأنبل أنواع الطموح على الإطلاق - إنه الطموح إلى تأسيس إمبراطورية العقل وتكريسها، وإلى الاستفادة الكاملة من كل القدرات والملكات البشرية والتنعّم بها. هنا ربما يشعر المؤرخ أنه مضطر إلى الأسف لأن هذا الطموح لم يتحقق ولم يُكافأ صاحبه عليه … هذا هو كل تاريخي في كلمات قلائل".