الذي نسميه (أرض الآباء Fatherland) التي لا يجب أن نتخلّى عن مصالحها. وعندما طلب مني بعض الثوريين القدامى أيام الكونكوردات (الوفاق مع الكنيسة الكاثوليكية) أن أجعل فرنسا بروتستنتية شعرتُ كما لو أنهم يطلبون مني خلع الجنسية الفرنسية لأصبح إنجليزيا أو ألمانيا".
لذا فقد قررّ بتواضع أن يخضع للطقوس التقليدية التي يتبعها الفرنسي وهو يُسلم الروح، فوجد قسيسا محليا ورتب الأمر لإقامة قدّاس على روحه كل يوم أحد في لونجوود، وراح يجد راحة في عقيدة طفولته وراح يُسلّي أصدقاءه ونفسه بكيفية استقباله في السماء:
وفي ٢٦ أبريل بلغ به الوَهَن مبلغا كبيرا حتى أنه أطاع الأطباء دون سؤال. وفي هذا المساء راح يهذي مهتاجا للحظة قائلا إنه سيعطي ابنه ٤٠٠ مليون فرنك. وذكر مونثولو الذي يقيم معه الآن ليل نهار أنه في نحو الساعة الرابعة صباح يوم ٢٦ أبريل قال له بعاطفة جيّاشة:
"لقد رأيتُ لتوّى جوزيفين الطيبة … إنها تجلس هناك، كما لو أنني لم أرها إلا ليلة البارحة. إنها لم تتغير - إنها دائما هي نفسها لا زالت مخلصة لي. لقد قالت لي إننا سنلقي ثانية، ولن نفترق ثانيةً أبدا. لقد وعدتني، أرأيتها؟ ".
وفي ٣ مايو أُجريت له الطقوس الدينية. وفي هذا اليوم انضم طبيبان إلى أرنوت Arnott وأنتومارشي واتفق الأربعة على إعطاء المريض عشر حبات من الكالول Calomel (مُسهِّل):
"لقد أدّت هذه الجرعة الكبيرة بشكل غير معتاد من هذا الدواء غير المناسب إلى اضطراب عنيف مرعب مع فقد للوعي .. وظهرت كل علامات النزيف في الجهاز المعوي".
فمات في ٥ مايو ١٨٢١ وهو يتمتم قائلاً:
"على رأس الجيش A la tete de L'armee "
وفي ٦ مايو أنهى أنتومارشي فحص الجثة بعد الوفاة بحضور ستة عشر آخرين بمن فيهم سبعة جراحين بريطانيين، وبيرتران ومونثولو. لقد أظهر تشريح الجثة السبب الرئيسي لما كان يعاني منه نابليون: قرحة سرطانية في الفتحة بين المعدة والمعي (البيلورس Pylorus) وثمة قرحة