وإكمال الصّرْح الذي وضعت أساسه وتصميمه. فالعمل الذي قمتُ به لا يمكن أن يحدث مرتين في قرن واحد. لقد كنتُ مضطرا لكبح أوربا وترويضها بقوّة السلاح، أما الآن فيجب إقناعها (لابد أن تكون مقتنعة). لقد أنقذتُ الثورة بينما كانت على وشك الموت. لقد طهّرتها من جرائمها وسموْتُ بها فأصبح الشعب الفرنسي يتألق شهرة. لقد أوحيتُ لفرنسا وأوربا بأفكار جديدة لن تُنسى أبدا. عسى أن يرعى ابني البذرة التي وضعتها حتى تُزْهر! عساه يطور كل عناصر الرخاء الكامنة في التربة الفرنسية".
وكان لابد أن تتم الاستعدادات الأخيرة كي يُسْلم الروح. لقد استغرق وقتا طويلا ليصل إلى الإيمان الديني (المقصود الكاثوليكي - المترجم) ولأنه كان قد قرأ جيبون Gibbon فقد ظهر أنه يعتبر كل الأديان زائفة (كما ينظر إليها الفيلسوف) لكنه كرجل دولة كان يعتبرها مفيدة. لقد كان قد تحّول للإسلام (النص: الدين المحمدّي) ليربح مصر، وإلى الكاثوليكية ليقبض على زمام الأمر في فرنسا. ولقد عبَّر لجورجو بما يفيد إيمانه بالمادية البسيطة:
"قل ما تشاء! إن كل شيء مادي (كل شيء مادة) غير أن التنظيم (الاتساق) فيها مختلف، فهناك هو أكثر اتساقا، وهناك ما هو أقل. عندما أخرج للصيد آمر بفتح أحشاء الأيْل deer فأرى أن ما بداخله هو نفسه الذي بداخلي. وعندما أرى أن للخنزير معدة مثلي، وحصيلة هضم مثلي، أقول لنفسي (إن كان لي روح فإن له أيضا روحاً. عندما نموت يا عزيزي جورجو نصبح جميعا موتى".
وفي ٢٧ مارس (أي قبل موته بستة أسابيع) قال لبيرتران:
"إنني سعيد جدا أنني بغير دين. إنني أجد في هذا ترضية (سلوى كبرى، فأنا لا أضع في اعتباري إرهابا متخّيلا (المقصود عذابا مُنتَظراً) ولا خوفاً من المستقبل". وسأل: "كيف نوائم بين ازدهار الشرّير وعذاب القدّيس مع وجود إله عادل؟ انظر إلى تاليران. إنّه متأكد أنّه سيموت في فراشه".
وكلما اقترب منه الموت بدأ يجد أسبابا للإيمان. قال لجورجو: "المجنون وحده هو الذين يعلن أنه سيموت دون اعتراف. هناك الكثير مما لا يعرفه المرء".
وكان يشعر؟ أن الدين جزء ضروري من الوطنية:
"الدين يشكل جزءا من قدرنا. إنه مع التربة والقوانين والعادات يكوّن الكلّ المقدّس