انتهت مهمتي في هذه الدنيا، إني إذن لسعيد. لقد كنتُ أتطلّع للموت في عدة أوقات فأنا لا أخاف الموت".
وخلال هذا الشهر الأخير من حياته كان يتقيّأ كل الطعام الذي يتناوله تقريبا. وفي ١٥ أبريل كتب وصيته، وفيما يلي قبس منها:
١ - أموت على دين الدين الرسولي الروماني (دين الدعاة الأوائل للمسيحية) الذي وُلدت في أحضانه .... ٢ - أريد أن توضع رفاتي على ضفاف نهر السين وسط الشعب الفرنسي الذي أحببته كثيرا. ٣ - لقد كان لدي دوما من الأسباب ما يجعلني أسعد بزوجتي الحبيبة ماري لويز. إنني أكِنّ لها لآخر لحظة في حياتي أسمى مشاعر المودّة. إنني أتوسل إليها أن ترعى ابني وأن تحميه من الشِّراك (والمشاكل) التي لا زالت تعكر طفولته … ٥ - إنني أموت قبل الأوان مقتولا على يد الحكومة البريطانية The English Oligarchy.
لقد كان لديه ستة ملايين فرنك، كان عليه توزيعها (٥،٣ مليون + الفوائد)، وكان قد أودعها مع لافيت Laffitte، وكان يعتقد أن له مليونين آخرين عند يوجين بوهارنيه. لقد أوصى بمبلغ كبير لبيرتران ومونثولو ولا كاس، ولكبير خدمه مارشان Marchand وسكرتيره مينيفال Meneval ولجنرالات آخرين أو أبنائهم وأوقف أشياء مختلفة على عدد كبير من الأشخاص ممن خدموه أو ساعدوه. لم ينس أحدا. كما أوصى بعشرة آلاف فرنك للضابط كانتيلون Cantillon الذي تحمل المحاكمة بتهمة اشتراكه في مؤامرة لقتل اللورد ويلنجتون، وهي التهمة التي بُرِّئَ منها. لقد كان لكانتيلون كثير من الحق لقتل هذا الأوليجارشي (الملكي المؤيد لحكم الأقلية) تماما كما كان لهذا الأخير الحق في أن يرسلني لأهلك على صخرة سانت هيلينا
وترك في ورقة منفصلة " وصية لابني "، ربيع ١٨٢١:
"لا يجب أن يفكر ابني في الثأر لموتي، بل الأحرى به أن يتعلم منه درسا. يجب أن يضع في عقله ما أنجزته دون أن ينساه. وعليه أن يكون مثلي فرنسيا تماما. وعليه أن يكافح ليحكم بسلام. وإن كان عليه أن يحاول بدء حروبي التي انتهت بدءا جديدا لا لشيء إلا لمجرد تقليدي، وبدون ضرورة تفرضها هذه الحرب، فإنه ساعتها لن يكون أكثر من قرد (مقلّد). فإن يبدأ أحد القيام بعملي نفسه فهذا يعني أنني لم أنجز شيئا. فالأجدى هو إكمال هذا العمل بإثبات قوّة أساساته (ومؤسساته)