للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتصر (انتصار الرفات - كما أصبح يسمّى) يُزيل عار السجن الكئيب! ووصلت المناشدة إلى الحكومة، ويبدو أن وزير الخارجية الفرنسية لويس أدولف ثييه (ثيير Thiers) هو الذي اقترح على زملائه في الوزارة أن يطلبوا من الملك أن يخاطب بريطانيا العظمى للموافقة على نقل جثة نابليون إلى باريس. وثييه هذا (١٧٩٧ - ١٨٧٧) هو الذي كتب أعظم كتاب عن تاريخ نابليون، وتم انتخابه في سنة ١٨٧١ كأول رئيس في الجمهورية الثالثة. لقد وافق لويس فيليب على مخاطبة الحكومة البريطانية في هذا الشأن لأن ركوبه هذه الموجة قد يُكسبه قلوب الفرنسيين. ولم يكن مجلس الوزراء البريطاني فوافقا على رأي زعماء الحكومة لكن اللورد بالمرستون Palmerston أجاب مباشرة وببراعة:

"إن حكومة صاحبة الجلالة تأمل أن يكون ردها الإيجابي دليلا تقدمه للشعب الفرنسي على رغبتها في محو آخر أثر للعداوة بين الأمتين، تلك العداوة التي أدت في حياة الإمبراطور - إلى حرب مسلحة بين الأمتين".

وعَهِد الملك الفرنسي إلى ابنه فرانسوا أمير جونفيل Prince de Joinville بالتوجه إلى سانت هيلينا ليعيد رفات نابليون. وفي ٧ يوليو سنة ١٨٤٠ أبحر الأمير من طولون على منَ السفينة (بل بول Belle Poule) وبصحبته الجنرالات؛ بيرتيران، وجورجو، وكونت دي لا كاس ومارشان خادم نابليون الأثير لديه، فهؤلاء هم الذين سيقررن أنَّ الجثّة لنابليون. وصلوا سانت هيلينا في ٨ أكتوبر، وبعد كثير من الإجراءات الرسمية رأوا الجثة بعد إخراجها من القبر وتعرفوا عليها وفي ٣٠ نوفمبر وصلوا بها إلى شيربورج Cherbourg.

وهناك بدأت أطول جنازة في التاريخ. نقول أطول جنازة كحقيقة مؤكَّدة. لقد نقلت الجثة إلى الباخرة نورماندي Normandie التي نقلتها بدورها إلى فال دي لا هاي Val de La Haye على السين إلى الأدنى من الرون Rouen ثم نقلت إلى سفينة نهرية أقيم عليها معبد (مصلّى أو كنيسة صغيرة) يحرسها في أركانها الأربعة كل من بيرتران، وجورجو، ولاكاس، ومارشان، وتحت هذا المعبد (أو الكنيسة الصغيرة) كان التابوت الذي يضم الرفات مُطلاً على نهر السين. وراحت السفينة تتوقف أمام كل مدينة كبرى للاحتفاء على