للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الديوان (ذي القصائد الطويلة) إقبال الشاكر، وسبَّبَ بإقباله هذا ثراء للناشر؛ وسار بعض الشعراء الآخرين في إثر توسون، وانتهى الأمر بصورتي الشعر الموجز الـ "تانكا" والـ "بوكا" أن أسلمتا زمام السيطرة بعد أن ظلتا ممسكتين به ألف عام (٣٦).

وعلى الرغم من ظهور هذه الصور الشعرية الجديدة، فقد ظلت "المباراة الإمبراطورية في قرض الشعر" قائمة كما كانت؛ فالإمبراطور يعلن في كل عام موضوعاً، ثم يسوق مثالاً بنشيد يمليه في ذلك الموضوع؛ وتقتفي الإمبراطورة أثره، وبعدئذ يرسل خمسة وعشرون ألف شاعر ياباني من كافة الأشكال والطبقات، يرسل هؤلاء قصائدهم إلى "مكتب الشعر" في القصر الإمبراطوري، وتشكل لها هيئة تحكيم من أعلى أعلام البلاد؛ حتى إذا ما انتهى التحكيم إلى القصائد العشر الأولى، قرأت على الإمبراطور والإمبراطورة، وطبعت في الصحف اليابانية في العدد الذي يصدر في اليوم الأول من العام (٣٧)، فياله من تقليد بديع خليق أن يدير النفس لحظة عن دنيا التجارة والحروب، وهو يدل على أن الأدب الياباني مازال جزءاً حيوياً في حياة أمة هي أكثر الأمم حيوية في العالم المعاصر.