يصلحون للصناعة والضريبة والحرب- منشوريا هذه قد كتب عليها كذلك أن تكون تابعة لليابان؛ وبأي حق؟ بنفس الحق الذي استولت به إنجلترا على الهند واستراليا، واستولت فرنسا به على الهند الصينية، واستولت به ألمانيا على شانتونج، وروسيا على بورت آرثر، وأمريكا على الفلبين- وهو حق الحاجة التي يشعر بها القوي؛ وعلى كل حال فليس للناس حاجة في نهاية الأمر إلى التماس المعاذير، وإنما كل ما يتطلبونه هو القوة والفرصة السانحة اللتان تمكنانك من فعل ما تريد؛ فالنجاح في رأي أتباع المذهب الدارويني، يبرر كل الوسائل التي تحققه.
وجاءت الفرصة تفتح لليابان صدرها رحيباً- جاءت أولاً في الحرب العالمية الأولى، ثم جاءت بعد ذلك في انهيار الحياة الاقتصادية في أوربا وأمريكا؛ فلم يقتصر أثر الحرب على مجرد الزيادة من إنتاج اليابان (كما حدث في أمريكا) زيادة تطلبتها سوق عظمى خارجية ناشئة بسبب قيام الحرب- وأعني بتلك السوق قارة أوربا التي كانت مشتبكة في القتال؛ بل إن تلك الحرب قد أدت كذلك إلى إضعاف أوربا واستنفاد قواها، وتركت اليابان موشكة أن تكون بغير شريك في العالم الشرقي؛ فبسبب هذا كله غزت شانتونج سنة ١٩١٤، وبعد ذلك بعام واحد تقدمت إلى الصين "بالمطالب الواحدة والعشرين" التي لو تمكنت من فرضها على الصين، لأصبحت الصين مستعمرة هائلة تابعة لليابان الضئيلة.
فالمجموعة الأولى من المطالب أرادت من الصين أن تعترف بسيادة اليابان على شانتونج؛ وطالبت اليابان بالمجموعة الثانية منها بامتيازات صناعية معينة، وبالاعتراف بحقوق خاصة تتمتع بها اليابان في منشوريا ومنغوليا الشرقية؛ وعرضت المجموعة الثالثة من تلك المطالب أن تكون أكبر شركات التعدين في أرض الصين شركة مشتركة بين الصين واليابان؛ وطالبت المجموعة الرابعة