للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وهي موجهة ضد رجاء أمريكا في أن تكون لها محطة للفحم بالقرب من فوشو) "بألا تتنازل الصين عن أية جزيرة أو ميناء أو مرسى على طول الساحل لدولة ثالثة"؛ واقترحت المجموعة الخامسة اقتراحاً متواضعاً، وهو أن تستخدم الصين منذ ذلك الحين فصاعداً مستشارين يابانيين في شؤونها السياسية والاقتصادية والحربية، وأن تكون إدارة الشرطة في المدن الصينية الكبرى في يد مشتركة بين الصينيين واليابانيين؛ وأن تشتري الصين نصف ذخائرها على الأقل من اليابان؛ وأن تكون لليابان كل الحرية في مد السكك الحديدية وحفر المناجم وبناء الموانئ في منطقة فوكين (٤١).

واحتجت الولايات المتحدة بأن بعض هذه "المطالب" فيه اعتداء على سلامة الأراضي الصينية وعلى مبدأ "الباب المفتوح"، فألغت اليابان المجموعة الخامسة من تلك المطالب، وعدَّلت بقيتها، ثم قدمتها للصين مقرونة بإنذار نهائي في اليوم السابع من شهر مايو سنة ١٩١٥، فقبلتها الصين في اليوم التالي لتقديمها، وتبع ذلك مقاطعة من الصين للبضائع اليابانية؛ لكن اليابان مضت في طريقها قدماً، على زعم يؤيد التاريخُ صحته، وهو أن المقاطعة التجارية لا بد منتهية عاجلاً أو آجلاً إلى فشل، لأن التجارة تميل بطبيعتها إلى أن تتبع أقل التكاليف؛ وفي سنة ١٩١٧ بسط "الفيكونت إشياي" في لباقة، موقف اليابان للشعب الأمريكي، حتى حمل الوزير "لانسنج" على توقيع اتفاق يعترف بأن "لليابان مصالح خاصة في الصين، خصوصاً في الأجزاء المتاخمة لممتلكاتها"؛ وفي مؤتمر واشنطن سنة ١٩٢٢ أرغم الوزير "هيوز" اليابانيين على الاعتراف بمبدأ "الباب المفتوح" في الصين، وبأن تقتنع اليابان بأسطول يبلغ ستين في المائة من حجم الأسطول الإنجليزي أو الأمريكي (١)، ووافقت


(١) وضعت نسبة الأساطيل الإنجليزية والأمريكية واليابانية على أساس ٥، ٥، ٣ وباعتبار امتداد السواحل أو الممتلكات التي تتطلب من إنجلترا أو من أمريكا دفاعاً، إذا قيست إلى صغر حجم اليابان وحماية أرضها حماية طبيعية.