إلى أكثر من طابق واحد. غير أن ما وجد في كنوسس من النقوش الباقية من العصر المينوي الأوسط يصور بيوتاً من طابقين أو ثلاثة، بل ومن خمسة أحياناً، في أعلاها حجرة مفردة أو برج صغير في بعض المواضع؛ وفي الأطباق العليا وإلى سطح المنزل حيث ينام الكريتيون في الليالي الشديدة الحرارة. أما إذا قضوا الليل في داخل البيوت فإنهم يضيئون بيوتهم بمصابيح زيتية تصنع من الصلصال أو حجر الصابون، أو الجبس أو الرخام، أو البرنز حسب ثروة أصحابها.
ولسنا نعلم عن ألعاب الكريتي إلا شيئاً واحداً أو شيئين لا أهمية لهما؛ فإذا كان داخل الدار فإنه يحب لعبة شبيهة بلعبة الشطرنج، فقد خلف لنا في خرائب قصر كنوسس لوحة لعب فخمة ذات إطار من العاج وعليها مربعات من الفضة والذهب، واثنتين وسبعين قطعة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة. فإذا كان الكريتي في الحقول فإنه يعمد إلى الصيد بجرأة وحماسة ومعه قطط نصف برية، وكلاب صيد أصيلة ضامرة. وإذا كان من سكان الحواضر شجع الملاكمين، وتراه يصور على مزهرياته وفي نقوشه البارزة أنواعاً مختلفة من المباريات، يتلاكم فيها ذوو الأوزان الخفيفة بأيديهم العارية وأقدامهم، وذوو الأوزان المتوسطة يتلاكمون بقوة، وعلى رؤوسهم خوذ مزدانة بالريش، وذوو الأوزان الثقيلة يدلِّون بخوذهم وأقنعة خدودهم وقفازاتهم الطويلة المبطنة، ويواصلون الملاكمة حتى يسقط أحدهم على الأرض من فرط الإعياء، ويقف الثاني فوقه يتباهى بما أحرزه من نصر.
ولكن أكثر ما يثير حماسة الكريتي أن يشق طريقه بين الجموع التي تملأ المدرج في يوم من أيام الأعياد ليرى الرجال والنساء يواجهون الموت أمام