يضاجع باسفيا زوجة مينوس في الخرافات الكريتية فتلد له يور مينوس المهول أو المينوتور.
ويعمد الكريتي لاسترضاء هذه الآلهة إلى طقوس لا حصر لها من الصلوات والتضحيات، والرموز، والاحتفالات، يقيمها في العادة كاهنات من النساء، ويقيمها في بعض الأحيان موظفون من رجال الدولة. وهو يطرد الشياطين ويتقى أذاها بحرق البخور، ويستثير الإله الغافل بالنفخ في صدفة بحر مزدوجة؛ وبالقيثارة أو الناي، ينشد الأناشيد الجماعية تعبداً وخشوعاً. ويعمل على إنماء البساتين والحقول بإرواء أشجارها ونباتها بمراسم دينية، وترى كاهنات البلاد وهن عاريات هائجات يهززن الأشجار التي نضجت ثمارها لتسقط حملها، أو نساءها يسرن في مواكب يحملن الفاكهة والأزهار يقدمنها للآلهة التي يحملنها في هودج ويومئن بها إليها. والظاهر أن الكريتي لم يبن له معبداً ولكنه كان يقيم مذبح القربان في بهو القصر أو في اليك أو المغارات المقدسة أو على قلل الجبال. وهو يزين هذه الأماكن المقدسة بأن يضع فيها مناضد يصب عليها السوائل قرباناً للأرباب، وأصناماً مختلفة الأشكال و"قروناً قدسية" لعلها ترمز إلى الثور المقدس.
والرموز المقدسة عند الكريتي لا حصر لها، ويلوح أنه يعبد هذه الرموز كما يعبد الآلهة التي تدل عليها. ومن هذه الرموز الدرع ولعله كان يراه رمزاً للآلهة في صورتها الحربية، ثم الصليب- في صورتيه اليونانية والرومانية- يحفره على جبهة ثور أو على فخذ إلهة أو ينقشه على خواتم، أو يقيمه من الرخام في قصر الملك. وأهم هذه الرموز كلها البلطة المزدوجة بوصفها آلة التضحية، وقد أضحت لها قوة سحرية عظيمة اكتسبتها من فضيلة الدم الذي تسفكه، أو سلاحاً مقدساً يهديه الإله فلا يخطئ قط، أو رمزاً لزيوس الذي يرسل الرعد ويشق السماء بصواعقه (٣١).