للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بلقاني، وأنهم عبروا مضيق الهلسينت في القرن السادس عشر مع أبناء عمومتهم الفريجيين، واستقروا في وادي نهر اسكمندر Scamander الأدنى (٣٨). أما هيرودوت فيوحد بين الطرواديين والتيكريين Teucrians وهؤلاء في رأي اسطرابون أقوام من كريت استقروا في الصقع الذي بنيت فيه طروادة فيما بعد (١)، ولعل استقرارهم في ذلك المكان كان بعد سقوط نوسس (٤٠). ولقد كان لكريت وطروادة جميعاً جبل مقدس يسمى جبل أيدا "جبل أيدا ذا الفوارات الكثيرة" الذي يذكره هومر وتنيسن Tennyson. ولقد تعرض هذا الإقليم في أوقات مختلفة إلى مؤثرات سياسية وجنسية من أرض الحثيين الواقعة خلفه. وتدل أعمال الحفر في جملتها على وجود حضارة بعضها مينوي، وبعضها ميسيني، وبعضها آسيوي، وبعضها دانوبي Danubian.

ويصف هومر الطرواديين بأنهم كانوا يتكلمون لغة اليونان ويعبدون آلهتهم، ولكن اليونان المتأخرين عن عصر هومر كانوا يقولون إن طروادة مدينة آسيوية، وإن حصارها الذائع الصيت هو أول الأحداث المعروفة في النزاع القائم بين الساميين والآريين، وبين الشرق والغرب (٤١).

وأهم من مظهر أهلها وجنسهم موقع المدينة المنيع قرب مدخل الهلسبنت والأراضي الغنية المحيطة بالبحر الأسود. لقد كان هذا الممر الضيق في التاريخ كله ميدان القتال بين الإمبراطوريات، وكان حصار طروادة هو معركة غليبولي


(١) ترجع الرواية اليونانية اسم طرواده إلى البطل الإبونيمي تروس Tros والد إيلس Ilus والد لؤمدون Leomedon والد بريام (٣٩). وهذا منشأ الأسماء المختلفة التي تطلق على المدينة ترواس Troas إليوس Ilios إليون Ilion إليوم Ilium. والبطل الأبونيمي أو الإبونيم شخص خرافي في أغلب الظن، تعزو إليه جماعة سياسية أو اجتماعية أصلها واسمها. فالدردانيون مثلاً يعتقدون أو يدعون أنهم من دردانوس بن زيوس؛ ويعزو الدوريون أصلهم إلى دورس Dorus والأيونيون إلى أيون وهلم جرا.