للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل من يأتي إلى كلكيز من الغرباء. وكانت ابنته ميديا Medea تحب الغرباء والأساليب الغريبة؛ وتشفق على أبناء السبيل وتساعدهم على الخروج من بلاد أبيها سالمين، فأمر أبوها بأن تمنع من الاتصال بالناس، ولكنها فرت إلى مكان مقدس بجوار البحر وعاشت هناك مكتئبة حزينة دائمة التفكير في أمرها حتى عثر عليها جيسن Jason في أثناء تجواله على شاطئ البحر.

وقبل عشرين عاماً من ذلك الوقت (والمؤرخون اليونان يقولون إن ذلك كان حوالي ١٢٤٥) اغتصب بلياس Pelias بن بوسيدن Poseidon عرش إيسن Aeson ملك يولكوس Jolcus من أعمال تساليا. وأخفي أصدقاء الملك المخلوع ابنه الطفل جيسن، وشب هذا الطفل في الغابات حتى أصبح شاباً قوياً شجاعاً. وظهر يوماً من الأيام في السوق يرتدي جلد فهد ويحمل من السلاح رمحين، وطالب بمُلك أبيه. ولكنه كان يبلغ من السذاجة مبلغه من القوة. وأقنعه بلياس أن يقوم بعمل شاق يكون ثمناً لعرشه - وكان هذا العمل الشاق هو استعادة الجزة الذهبية. فصنع جيسن السفينة العظيمة أرجو (أي السريعة)، ودعا إلى صحبته في مغامرته أشجع شجعان اليونان، فلبّى الدعوة هرقل ومعه هيلاس Hylas رفيقه المحبوب؛ وجاء معهما بليوس Peleus والد أكليز، وثسيوس، ومليجر Meleager، وأرفيوس Orpheus والعذراء أتلنتا السريعة العَدْو. ولما دخلت السفينة الهلسبنت اضطرت إلى الوقوف، ولعلها قد وقفت في وجهها قوة من طروادة لأن هرقل ترك الحملة لينهب المدينة ويقتل ملكها لؤمدون Laomedon وأبناءه كلهم عدا بريام.

ولما وصل ركاب السفينة أرجو إلى مقصدهم بعد أن لاقوا ألواناً من العذاب حذرتهم ميديا من الموت الذي ينتظر كل من جاء كلكيز من الغرباء؛ ولكن جيسن أصر على عزمه، ورضيت ميديا أن تساعده في الحصول على الجزة، إذا وعدها بأن يأخذها معه إلى تساليا، ويحتفظ بها زوجة له حتى مماته.