للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء من الصلات الجنسية الشاذة. وهم شديدو السخاء على الأضياف لأن "الغرباء والمتسولين أبناء زيوس (٣٩) " والعذارى يغسلن قدمي الضيف أو جسمه ويدهنه بالأدهان، وربما قدمن له ثياباً غير ثيابه؛ وهو يجد الطعام والمأوى إذا كان في حاجة إليهما، وقد يتلقى الهدايا أيضاً (٤٠). ومن أقوال هلن ذات الخد الأسيل، وهي تضع بين يدي تلمكس ثوباً غالي الثمن: "هاأنذا أقدم لك أيها الطفل العزيز هذه الهدية، لتذكر بها يدي هلن في يوم زواجك المرتقب من زمن بعيد ولتلبسها زوجتك (٤١) ". تلك صورة تكشف لنا عن الحنو الإنساني والشعور الرقيق اللذين يختفيان حتماً في الإلياذة بين نقع الحرب وقعقعة السلاح.

والحرب نفسها لا تحول بين اليونان وبين حبهم القوي للألعاب. فالصغار والكبار على السواء يتبارون مباريات على جانب عظيم من الخطورة والمهارة، تسودها العدالة والفكاهة. ويلعب خُطّاب بنلبي الداما ويتقاذفون الأقراص والحراب، ويلعب ضيوف أديسيوس الفاكهون لعبة القرص وألعاباً غريبة هي مزيج من ألعاب الكرة والرقص (١). ولما أحرقت جثة بتركلوس بعد وفاته أقيمت بهذه المناسبة حسب العادات الآخية ألعاب كانت هي المثل الذي اُحتذي في الألعاب الأولمبية، وكانت تشمل العَدْو، وقذف القرص والحربة، والرمي بالسهام، والمصارعة، وسباق المركبات، والمبارزة بالسلاح؛ وكانت كلها تسودها الروح الرياضية الطيبة، إذا استثنينا أنها كانت محرمة إلا على الطبقات الحاكمة، وأن الآلهة وحدها هي التي كان يسمح لها بالغش والخداع (٤٢).


(١) ثم أمر ألسنوس Alcinous هلياس Halias ولأودماس Laodmas أن يرقصا منفردين، لأن أحداً من قبل لم يجرؤ على أن يراقصهما. وأخذ كل منهما في يده الكرة الجميلة، المصبوغة باللون الأرجواني … وأخذا يلعبان. فكان أولهما يثني جسمه كله إلى الوراء، ثم يقذف الكرة نحو الجماهير التي لا يراها، فيقفز الآخر في الهواء ويلتقطها بخفة ورشاقة قبل أن تلمس قدماه الأرض. وبعد أن يمارسا لعبة قذف الكرة إلى أعلى، يشرعان في قذفهما فيما بينهما، وهما في أثناء ذلك كله يرقصان فوق الأرض المثمرة.